المنشورات

هشام ابن خير الناس إلا محمدًا

البحر: طويل
يمدح هشامًا
(أَلَمَّ خَيالٌ مِن عُلَيَّةَ بَعدَما ** رَجا لِيَ أَهلي البُرءَ مِن داءِ دانِفِ)
(وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسرُها ** إِذا اِنقَطَعَت عَنها سُيورُ السَقائِفِ)
(فَأَصبَحَ لا يَحتالُ بَعدَ قِيامِهِ ** لِمُنهاضَ كَسرٍ مِن عُلَيَّةَ رادِفِ)
(وَلَو وَصَفَ الناسُ الحِسانَ لَأَضعَفَت ** عَلَيهِنَّ أَضعافاً لَدى كُلِّ واصِفِ)
(لِأَنَّ لَها نِصفَ المِلاحَةِ قِسمَةً ** مَعَ الفَترَةِ الحَسناءِ عِندَ التَهانُفِ)
(ذَكَرتُكِ يا أُمَّ العَلاءِ وَدونَنا ** مَصاريعُ أَبوابِ السُجونِ الصَوارِفِ)
(قَدِ اِعتَرَفَت نَفسٌ عُلَيَّةَ داؤُها ** بِطولِ ضَنىً مِنها إِذا لَم تُساعِفِ)
(فَإِن يُطلِقُ الرَحمَنُ قَيدي فَأَلقَها ** نُحَلِّل نُذوراً بِالشِفاهِ الرَواشِفِ)
(وَإِلّا تُبَلِّغها القِلاصُ فَإِنَّها ** سَتُبلِغُها عَنّي بُطونُ الصَحائِفِ)
(وَلَو أَسقَبَت أُمُّ العَلاءِ بِدارِها ** إِذاً لَتَلَقَّتني لَها غَيرَ عائِفِ)
(وَكَم قَطَّعَت أُمُّ العَلاءِ مِنَ القُوى ** وَمَوصولِ حَبلٍ بِالعُيونِ الضَعائِفِ)
(أَبى القَلبُ إِلّا أَن يُسَلّى بِحاجَةٍ ** أَتى ذِكرُها بَينَ الحَشا وَالشَواغِفِ)
(وَمُنتَحِرٍ بِالبيدِ يَصدَعُ بَينَها ** عَنِ القورِ أَن مَرَّت بِها مُتَجانِفِ)
(وَرودٍ لِأَعدادِ المِياهِ إِذا اِنتَحى ** عَلَيهِ الرَزايا مِن حَسيرٍ وَزاحِفِ)
(تَصيحُ بِهِ الأَصداءُ يُخشى بِهِ الرَدى ** فَسيحٌ لِأَذيالِ الرِياحِ العَواصِفِ)
(إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَعَسَّفَت ** بِنا الصُهبُ أَجوازَ الفَلاةِ التَنائِفِ)
(إِذا صَوَّتَ الحادي بِهِنَّ تَقاذَفَت ** تَسامى بِأَعناقٍ وَأَيدٍ خَوانِفِ)
(سَفينَةُ بَرٍّ مُستَعَدٌّ نَجائُها ** لِتَوجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ)
(عِذافِرَةٌ حَرفٌ تَئطُّ نُسوعُها ** مِنَ الذامِلاتِ اللَيلَ ذاتِ العَجارِفِ)
(كَأَنَّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمَها ** بِهِ نِدفُ أَوتارِ القِسِيِّ النَوادِفِ)
(دَعَوتُ أَمينَ اللَهِ في الأَرضِ دَعوَةً ** لِيَفرِجَ عَن ساقَيَّ خَيرُ الخَلائِفِ)
(فَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ إِنَّكَ لَو تَرى ** بِساقَيَّ آثارَ القُيودِ النَواسِفِ)
(إِذاً لَرَجَوتُ العَفوَ مِنكَ وَرَحمَةً ** وَعَدلَ إِمامٍ بِالرَعِيَّةِ رائِفِ)
(هِشامَ بنَ خَيرِ الناسِ إِلّا مُحَمَّداً ** وَأَصحابَهُ إِنّي لَكُم لَم أُقارِفِ)
(مِنَ الغِشِّ شَيئاً وَالَّذي نَحَرَت لَهُ ** قُرَيشٌ هَدايا كُلَّ وَرقاءَ شارِفِ)
(أَلَم يَكفِني مَروانُ لَمّا أَتَيتُهُ ** نِفاراً وَرَدُّ النَفسِ بَينَ الشَراسِفِ)
(وَيَمنَعُ جاراً إِن أَناخَ فِناءَهُ ** لَهُ مُستَقىً عِندَ اِبنِ مَروانَ غارِفِ)
(إِلى آلِ مَروانَ اِنتَهَت كُلُّ عِزَّةٍ ** وَكُلُّ حَصىً ذي حَومَةٍ لِلخَنادِفِ)
(هُمُ الأَكرَمونَ الأَكثَرونَ وَلَم يَزَل ** لَهُم مُنكِرُ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفُ)
(أَبوكُم أَبو العاصي الَّذي كانَ جارُهُ ** أَعَزَّ مِنَ العَصماءِ فَوقَ النَفانِفِ)
(وَلَستُ بِناسٍ فَضلَ مَروانَ ما دَعَت ** حَمامَةُ أَيكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ)
(وَكانَ لِمَن رَدَّ الحَياةَ وَنَفسُهُ ** عَلَيها بَواكٍ بِالعُيونِ الذَوارِفِ)
(وَما أَحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفسِهِ ** إِذا نَشِبَت مَكظومَةٌ بِالخَوائِفِ)
(حُتوفُ المَنايا قَد أَطَفنَ بِنَفسِهِ ** وَأَشلاءِ مَحبوسٍ عَلى المَوتِ واقِفِ)
(وَما زالَ فيكُم آلَ مَروانُ مُنعِمٌ ** عَلَيَّ بِنُعمى بادِئٍ ثُمَّ عاطِفِ)
(فَإِن أَكُ مَحبوساً بِغَيرِ جَريرَةٍ ** فَقَد أَخَذوني آمِناً غَيرَ خائِفِ)
(وَما سَجَنوني غَيرَ أَنّي اِبنُ غالِبٍ ** وَأَنّي مِنَ الأَثرَينِ غَيرِ الزَعانِفِ)
(وَأَنّي الَّذي كانَت تَعُدُّ لِثَغرِها ** تَميمٌ لِأَبياتِ العَدُوِّ المَقاذِفِ)
(وَكَم مِن عَدُوٍّ دونَهُم قَد فَرَستُهُ ** إِلى المَوتِ لَم يَسطَع إِلى السُمِّ رائِفِ)
(وَكُنتُ مَتى تَعلَق حِبالي قَرينَةً ** إِذا عَلِقَت أَقرانَها بِالسَوالِفِ)
(مَدَدتُ عَلابِيَّ القَرينِ وَزِدتَهُ ** عَلى المَدِّ جَذباً لِلقَرينِ المُخالِفِ)
(وَإِنّي لِأَعداءِ الخَنادِفِ مِدرَهٌ ** بِذَحلٍ غَنِيٍّ بِالنَوائِبِ كالِفِ)
(لِجامُ شَجىً بَينَ اللَهاتَينِ مَن يَقَع ** لَهُ في فَمٍ يَركَب سَبيلَ المَتالِفِ)
(وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَمُحتَبٍ ** وَبَينَ مُعيبٍ قَلبُهُ بِالشَنائِفِ)
(وَبِالأَمسِ ما قَد حاذَروا وَقعَ صَولَتي ** فَصَيَّفَ عَنها كُلُّ باغٍ وَقاذِفِ)
(وَقَد عَلِمَ المَقرونُ بي أَنَّ رَأسَهُ ** سَيَذهَبُ أَو يُرمى بِهِ في النَفانِفِ)
(أَرى شُعَراءَ الناسِ غَيري كَأَنَّهُم ** بِمَكَّةَ قُطّانَ الحَمامِ الأَوالِفِ)
(عَجِبتُ لِقَومٍ إِن رَأَوني تَعَذَّروا ** وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَجانِفِ)
(عَلَيَّ وَقَد كانوا يَخافونَ صَولَتي ** وَيَرقَأُ بي فَيضُ العُيونِ الذَوارِفِ)
(وَأَفقَأُ صادَ الناظِرينِ وَتَلتَقي ** إِلَيَّ هِجانُ المُحصَناتِ الطَرائِفِ)
(وَلَو كُنتُ أَخشى خالِداً أَن يَروعَني ** لَطِرتُ بِوافٍ ريشُهُ غَيرَ جادِفِ)
(كَما طِرتُ مِن مِصرَي زِيادٍ وَإِنَّهُ ** لَتَصرِفُ لي أَنيابُهُ بِالمَتالِفِ)
(وَما كُنتُ أَخشى أَن أَرى في مُخَيَّسٍ ** قَصيرَ الخُطى أَمشي كَمَشيِ الرَواسِفِ)
(أَبيتُ تَطوفُ الزُطُّ حَولي بِجُلجُلٍ ** عَلَيَّ رَقيبٌ مِنهُمُ كَالمُحالِفِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید