المنشورات

يلين لأهل الدين من لين قلبه

البحر: طويل
قال في عمر بن هبيرة الفزاري:
(تَظَلُّ بِعَينَيها إِلى الجَبَلِ الَّذي ** عَلَيهِ مُلاءُ الثَلجِ بيضِ البَنائِقِ)
(تَظَلُّ إِلى الغاسولِ تَرعى حَزينَةً ** ثَنايا بُراقٍ ناقَتي بِالحَمالِقِ)
(أَلا لَيتَ شِعري هَل أَزورَنَّ نِسوَةً ** بِرَعنِ سَنامٍ كاسِراتِ النَمارِقِ)
(بِوادٍ يُشَمِّمنَ الخُزامى تُرى لَها ** مَعاصِمُ فيها السورُ دُرمُ المَرافِقِ)
(كَفى عُمَرٌ ما كانَ يُخشى اِنحِرافُهُ ** إِذا أَجحَفَت بِالناسِ إِحدى البَوائِقِ)
(وَما حَجَرٌ يُرمى بِهِ أَهلُ جانِبٍ ** لِفِتنَتِهِم مِثلَ الَّذي بِالمَشارِقِ)
(يَلينُ لِأَهلِ الدينِ مِن لينِ قَلبِهِ ** لَهُم وَغَليظٌ قَلبُهُ لِلمُنافِقِ)
(وَما رُفِعَت إِلّا أَمامَ جَماعَةٍ ** عَلى مِثلِهِ حَزماً عِمادُ السُرادِقِ)
(جَمَعتَ كَثيراً طَيِّباً ما جَمَعتَهُ ** بِغَدرٍ وَلا العَذراءُ ذاتُ السَوارِقِ)
(وَلا مالِ مَولىً لِلوَلِيِّ الَّذي جَنى ** عَلى نَفسِهِ بَعضَ الحُتوفِ اللَواحِقِ)
(وَلَكِن بِكَفَّيكَ الكَثيرِ نَداهُما ** وَنَفسِكَ قَد أَحكَمتَ عِندَ الوَثائِقِ)
(بِخَيرِ عِبادِ اللَهِ بَعدَ مُحَمَّدٍ ** لَهُ كانَ يَدعو اللَهَ كُلُّ الخَلايِقِ)
(لِيَجعَلَهُ اللَهُ الخَليفَةَ وَالَّذي ** لَهُ المِنبَرُ الأَعلى عَلى كُلِّ ناطِقِ)
(وَفُضَّ بِسَيفِ اللَهِ عَنهُ وَدَفعِهِ ** كَتايِبُ كانَت مِن وَراءِ الخَنادِقِ)
(دَعاهُم مَزونِيٌّ فَجاؤوا كَأَنَّهُم ** بِجَنبَيهِ شاءٌ تابِعٌ كُلَّ ناعِقِ)
(لَقوا يَومَ عَقرِ بابِلٍ حينَ أَقبَلوا ** سُيوفاً تُشَظّي جُمجُماتِ المَفارِقِ)
(وَلَيتَ الَّذي وَلّاكَ يَومَ وَلَيتَهُ ** وَلايَةَ وافٍ بِالأَمانَةَ صادِقِ)
(لَهُ حينَ أَلقى بِالمَقاليدِ وَالعُرى ** أَتَتكَ مَعَ الأَيّامِ ذاتِ الشَقاشِقِ)
(وَما حَلَبَ المِصرَينِ مِثلَكَ حالِبٌ ** وَلا ضَمَّها مِمَّن جَنا في الحَقائِقِ)
(وَلَكِن غَلَبتَ الناسَ أَن تَتبَعَ الهَوى ** وَفاءً يَروقُ العَينَ مِن كُلِّ رائِقِ)
(وَأَدرَكتَ مَن قَد كانَ قَبلَكَ عامِلاً ** بِضِعفَينِ مِمّا قَد جَبى غَيرَ راهِقِ)
(خَراجُ مَوانيذٍ عَلَيهِم كَثيرَةٌ ** تُشَدُّ لَها أَيديهِمُ بِالعَوائِقِ)
(إِذا غَطَفانُ راهَنَت يَومَ حَلبَةٍ ** إِلى المَجدِ نادَوا مِنهُمُ كَلَّ سابِقِ)
(لِيَجزِيَ عَنهُم مِنهُمُ كُلَّ مُصعَبٍ ** مِنَ الغادِياتِ الرائِحاتِ السَوابِقِ)
(وَمَنَّ عَلى عُليا تَميمٍ إِلى الَّذي ** لَها فَوقَ أَعناقٍ طِوالِ الزَرانِقِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید