المنشورات

مات الندى بعد ابن ليلى

البحر: طويل
يمدح عمر بن عبدالعزيز وهو بمكة
(لَأَسماءَ إِذ أَهلي لِأَهلِكِ جيرَةٌ ** وَإِذ كُلُّ مَوعودٍ لَها أَنتَ آمِلُه)
(تَسوفُ خُزامى الميثِ كُلَّ عَشِيَّةٍ ** بِأَزهَرَ كَالدينارِ حُوٌّ مَكاحِلُه)
(لَها نَفَسٌ بَعدَ الكَرى مِن رُقادِها ** كَأَنَّ فُغامَ المِسكِ بِاللَيلِ شامِلُه)
(فَإِن تَسأَليني كَيفَ نَومي فَإِنَّني ** أَرى الهَمَّ أَجفاني عَنِ النَومَ داخِلُه)
(وَقَومٌ أَبوهُم غالِبٌ أَنا مالُهُم ** وَعامٌ تَمَشّى بِالفِراءِ أَرامِلُه)
(وَمَجدٌ أَذودُ الناسَ أَن يَلحَقوا بِهِ ** وَما أَحَدٌ أَو يَبلُغَ الشَمسَ نائِلُه)
(أَنا الخِندِفِيُّ الحَنظَلِيُّ الَّذي بِهِ ** إِذا جَمَعَت رُكبانَ جَمعٍ مَنازِلُه)
(عَلى الناسِ مالاً يَدفَعونَ خَراجَهُ ** وَقَرمٌ يَدُقُّ الهامَ وَالصَخرَ بازِلُه)
(أَرى كُلُّ قَومٍ وَدَّ أَكرَمُهُم أَباً ** إِذا ما اِنتَمى لَو كانَ مِنّا أَوائِلُه)
(فَخَرنا فَصُدِّقنا عَلى الناسِ كُلِّهِم ** وَشَرُّ مَساعي الناسِ وَالفَخرِ باطِلُه)
(أَلَمّا يُنِل لِلناسِ أَن يَتَبَيَّنوا ** فَيُزجَرَ غاوٍ أَو يُرى الحَقَّ عاقِلُه)
(وَكُلُّ أُناسٍ يَغضَبونَ عَلى الَّذي ** لَهُم غَيرَنا إِذ يَجعَلَ الخَيرَ جاعِلُه)
(إِلَيكَ اِبنَ لَيلى يا اِبنَ لَيلى تَجَوَّزَت ** فَلاةً وَداوِيّاً دِفاناً مَناهِلُه)
(تُجيلَ دِلاءَ القَومِ فيهِ غُثائَهُ ** إِجالَةَ حَمِّ المُستَذيبَةِ جامِلُه)
(لَها صاحِبا فَقرٍ عَلَيها وَصادِعٌ ** بِها البيدَ عادِيٌّ ضَحوكٌ مَناقِلُه)
(تُريدُ مَعَ الحَجِّ وَاِبنِ لَيلى كِلاهُما ** لِصاحِبِهِ خَيرٌ تُرَجّى فَواضِلُه)
(زِيارَةَ بَيتِ اللَهِ وَاِبنِ خَليفَةٍ ** تَحَلَّبُ كَفّاهُ النَدى وَأَنامِلُه)
(وَكانَ بِمِصرَ اِثنانِ ما خافَ أَهلُها ** عَدُوّاً وَلا جَدباً تُخافُ هَزايِلُه)
(لَدُن جاوَرَ النيلَ اِبنُ لَيلى فَإِنَّهُ ** يَفيضُ عَلى أَيدي المَساكينِ نايِلُه)
(فَأَصبَحَ أَهلُ النيلِ قَد ساءَ ظَنُّهُم ** بِهِ وَاِطمَأَنَّت بَعدَ فَيضٍ سَواحِلُه)
(أَرى الناسَ إِذ خَلّى اِبنُ لَيلى مَكانَهُ ** يَطوفونَ لِلغَيثِ الَّذي ماتَ وابِلُه)
(كَما طافَ أَيتامٌ بِأُمٍّ حَفِيَّةٍ ** بِهِم وَأَبٍ قَد فارَقَتهُم شَمايِلُه)
(فَقُل لِليَتامى وَالأَرامِلِ وَالَّذي ** تُريدُ بِهِ أَرضَ اِبنِ لَيلى رَواحِلُه)
(يَؤُمُّ اِبنَ لَيلى خائِفاً مِن وَرائِهِ ** وَيَأمُلُ مَن تُرجى لَدَيهِ نَوافِلُه)
(فَإِنَّ لَهُم مِنهُ وَفاءَ رَهينَةٍ ** بِأَخلاقِهِ الجُلّى تَفيضُ جَداوِلُه)
(أَغَرُّ نَمى الفاروقُ كَفَّيهِ لِلعُلى ** وَآلُ أَبي العاصي طِوالٌ مَحامِلُه)
(أَرادَ اِبنَ عَشرٍ أَن يَنالَ الَّتي غَلَت ** عَلى الشيبِ مِن مَجدٍ تَسامى أَطاوِلُه)
(فَوُرِّعَ تَوريعَ الجِيادِ عِنانُهُ ** فَما جاءَ حَتّى ساوَرَ الشَمسَ قايِلُه)
(أَلَم تَرَ أَنَّ النيلَ نَضَّبَ ماؤُهُ ** وَماتَ النَدى بَعدَ اِبنِ لَيلى وَفاعِلُه)
(وَمُرتَهَنٍ بِالمَوتِ غالٍ فِداؤُهُ ** تُسَنِّيَ عَنهُ يا اِبنَ لَيلى سَلاسِلُه)
(وَما ضَمِنَت مِثلَ اِبنِ لَيلى ضَريحَةٌ ** وَما كانَ حَيٌّ وَهوَ حَيٌّ يُعادِلُه)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید