المنشورات

ألست ابن الأئمة من قريش؟

البحر: وافر
يمدح سليمان بن عبد الملك
(أَحَبُّ مِنَ النِساءِ وَهُنَّ شَتّى ** حَديثَ النَزرِ وَالحَدَقَ الكِلالا)
(مَوانِعُ لِلحَرامِ بِغَيرِ فُحشٍ ** وَتَبذُلُ ما يَكونُ لَها حَلالا)
(وَجَدتُ الحُبَّ لا يَشفيهِ إِلّا ** لِقاءٌ يَقتُلُ الغُلَلَ النِهالا)
(أَقولُ لِنِضوَةٍ نَقِبَت يَداها ** وَكَدَّحَ رَحلُ راكِبِها المَحالا)
(وَلَو تَدري لَقُلتُ لَها اِشمَعِلّي ** وَلا تَشكي إِلَيَّ لَكِ الكَلالا)
(فَإِنَّكِ قَد بَلَغتِ فَلا تَكوني ** كَطاحِنَةٍ وَقَد مُلِئَت ثِفالا)
(فَإِنَّ رَواحَكِ الأَتعابُ عِندي ** وَتَكليفي لَكِ العُصَبَ العِجالا)
(وَرَدّي السَوطَ مِنكِ بِحَيثُ لاقى ** لَكِ الحَقَبُ الوَضينَ بَحَيثُ جالا)
(فَما تَرَكَت لَها صَحراءُ غَولٍ ** وَلا الصَوّانُ مِن جَذَمٍ نِعالا)
(تُدَهدي الجَندَلَ الحَرِّيَّ لَمّا ** عَلَت ضَلِضاً تُناقِلُهُ نِقالا)
(فَإِنَّ أَمامَكِ المَهدِيَّ يَهدي ** بِهِ الرَحمَنُ مَن خَشِيَ الضَلالا)
(وَقَصرُكِ مِن نَداهُ فَبَلِّغيني ** كَفَيضِ البَحرِ حينَ عَلا وَسالا)
(نَظَرتُكَ ما اِنتَظَرتُ اللَهَ حَتّى ** كَفاكَ الماحِلينَ بِكَ المَحالا)
(نَظَرتُ بِإِذنِكَ الدَولاتِ عِندي ** وَقُلتُ عَسى الَّذي نَصَبَ الجِبالا)
(يُمَلِّكُهُ خَزائِنَ كُلَّ أَرضٍ ** وَلَم أَكُ يائِساً مِن أَن تُدالا)
(فَأَصبَحَ غَيرَ مُغتَصَبٍ بِظُلمٍ ** تُراثَ أَبيكَ حينَ إِلَيكَ آلا)
(وَإِنَّكَ قَد نُصِرتَ أَعَزَّ نَصرٍ ** عَلى الحَجّاجِ إِذ بَعَثَ البِغالا)
(مُفَصَّصَةً تُقَرِّبُ بِالدَواهي ** وَناكِثَةً تُريدُ لَكَ الزِيالا)
(فَقالَ اللَهُ إِنَّكَ أَنتَ أَعلى ** مِنَ المُتَلِمِّسينَ لَكَ الخِبالا)
(فَأَعطاكَ الخِلافَةَ غَيرَ غَصبٍ ** وَلَم تَركَب لِتَغصِبَها قِبالا)
(فَلَمّا أَن وَليتَ الأَمرُ سَدَّت ** يَداكَ مُمَرَّةً لَهُمُ طِوالا)
(حِبالَ جَماعَةٍ وَحِبالَ مُلكٍ ** تَرى لَهُمُ رَواسيها ثِقالا)
(جَعَلتَ لَهُم وَراءَكَ فَاِطمَأَنّوا ** مَكانَ البَدرِ إِذ هَلَكوا هِلالا)
(وَلِيَّ العَهدِ مِن أَبَوَيكَ فيهِ ** خَلائِقَ قَد كَمَلنَ لَهُ كَمالا)
(تُقىً وَضَمانَةً لِلناسِ عَدلاً ** وَأَكثَرَ مَن يُلاثَ بِهِ نَوالا)
(فَزادَ الناكِثينَ اللَهَ رَغماً ** وَلا أَرضى المَعاطِسَ وَالسِبالا)
(فَكانَ الناكِثونَ وَما أَرادوا ** كَراعي الضَأنَ إِذ نَصَبَ الخِيالا)
(وَراءَ سَوادِها يُخشى عَلَيها ** لِيَمنَعَها وَما أَغنى قِبالا)
(فَأَصبَحَ كَعبُكَ الأَعلى وَأَضحَوا ** هَباءَ الريحِ يَتَّبِعُ الشَمالا)
(أَلَستَ اِبنَ الأَئِمَّةِ مِن قُرَيشٍ ** وَحَسبُكَ فارِسُ الغَبراءِ خالا)
(إِمامٌ مِنهُمُ لِلناسِ فيهِم ** أَقَمتَ المَيلَ فَاِعتَدَلَ اِعتِدالا)
(عَمِلتَ بِسُنَّةِ الفاروقِ فيهِم ** وَمِن عُثمانَ كُنتَ لَهُم مِثالا)
(وَأُمِّ ثَلاثَةٍ مَعَها ثَلاثٌ ** كَأَنَّ بِأُمِّهِم وَبِهِم سُلالا)
(فَتَحتَ لَهُم بِإِذنِ اللَهِ رَوحاً ** وَلا يَسطيعُ كَيدُهُمُ اِحتِيالا)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید