المنشورات

دونك هذي يا بلال

البحر: طويل
يمدح بلال بن أبي بردة
(وَقائِلَةٍ لي لَم تُصِبني سِهامُها ** رَمَتني عَلى سَوداءِ قَلبي نِبالُها)
(وَإِنّي لَرامٍ رَميَةً قِبَلَ الَّتي ** لَعَلَّ وَإِن شَقَّت عَلَيَّ أَنالُها)
(أَلا لَيتَ حَظّي مِن عُلَيَّةَ أَنَّني ** إِذا نِمتُ لا يَسري إِلَيَّ خَيالُها)
(وَلا يُلبِثُ اللَيلَ المُوَكَّلَ دونَها ** عَلَيهِ بِتَكرارِ اللَيالي زَوالُها)
(حَلَفتُ بِأَيدي الراقِصاتِ إِلى مِنىً ** تُجَرَّرُ في الأَرساغِ مِنها نِعالُها)
(لَتَطَّلِعَن مِنّي بِلالاً قَصيدَةٌ ** طَويلٌ بِأَفواهِ الرُواةِ ارتِجالُها)
(فَإِنَّ بِلالَ الجودِ لَستَ بِواجِدٍ ** لَهُ عُدَةٌ إِلّا شَديداً دِخالُها)
(وَكائِن مِنَ الأَيدي الظَوالِمِ أَصبَحَت ** بِكَفَّي بِلالِ الجودِ كانَ نَكالِها)
(وَكانَ بِلالٌ حينَ يَستَلَّ سَيفَهُ ** لَمَلحَمَةٍ بِالمُعلَمينَ يَنالُها)
(سُيوفٌ إِذا الأَغمادُ عَنهُنَّ أُلقِيَت ** وَكانَ بِهاماتِ الرِجالِ صِقالُها)
(هُوَ الطاعِنُ النَجلاءَ تَهدِرُ فَرغُها ** مِنَ العَلَقِ المُروي السِنانِ اِنبِلالُها)
(أَرى مُضَرَ المِصرَينِ أَشرَقَ نورُها ** إِذا قامَ فيها حينَ يَغدو بِلالُها)
(هُوَ الفارِجُ اللَبسَ الشَديدَ اِلتِباسُهُ ** إِذا عَيَّ عَن فَصلِ القَضاءِ رِجالُها)
(نَماهُ أَبو موسى إِلى حَيثُ تَنتَهي ** مِنَ الأَرضِ مِن دونِ السَماءِ جِبالُها)
(وَكائِن أَبى مِن خُطَّةِ الدَيمِ وَاِشتَرى ** مَكارِمَ أَيّامٍ شَديدٍ قِتالُها)
(وَخَيلٍ عَلَيها المُعلِمونَ مُغيرَةٍ ** بِكَفَّي بِلالٍ كانَ طَعناً رِعالُها)
(وَإِنَّ أَبا موسى خَليلُ مُحَمَّدٍ ** وَكَفَّيهِ يُمنى لِلهُدى وَشِمالُها)
(وَكَم صَعَّدَت كَفّاكَ مِن فَرعِ سورَةٍ ** عَلَت فَوقَ أَيدٍ لا تُنالُ طِوالُها)
(وَيَومٍ مِنَ الأَيّامِ تَبدو نُجومُهُ ** شَهِدتَ إِذا أَبدى السُيوفَ اِستِلالُها)
(وَمَن يَطَّلِب مَسعاتَكُم تَرتَفِع بِهِ ** مَكارِمُ في الأَيدي طِوالٌ جِبالُها)
(لَعَمري لَئِن كَفّا بِلالٍ نَماهُما ** مَآثِرُ أَقوامٍ عِظامٍ سِجالُها)
(لَقَد رَفَعَت كَفَّي بِلالٍ وَأَشرَقَت ** بِهِ لِلعُلى أَيدٍ كَريمٌ فِعالُها)
(أَبى لِبِلالٍ أَنَّ جارَ مُحَمَّدٍ ** أَباهُ اِبتَنى عادِيَّةً لا يَنالُها)
(مِنَ القَومِ إِلّا مَن تَصَعَّدَ مَجدُهُ ** إِلى الشَمسِ إِذ فاءَت عَلَيهِ ظِلالُها)
(وَإِنَّ بِلالاً لا تُحَجَّلُ قِدرُهُ ** إِذا سُتِرَت دونَ الضُيوفِ حِجالُها)
(وَإِنَّ بِلالاً يَقتُلُ الجوعَ إِن سَرَت ** شَآمِيَّةً بِالنيبِ غُرّاً مَحالُها)
(تَراءى بِلالاً كُلُّ عَينٍ إِذا بَدا ** كَما يَتَراءى في السَماءِ هِلالُها)
(وَأَرمَلَةٍ تَدعو بِلالاً فَقيرَةٍ ** وَمالُ بِلالٍ حينَ يُنفِضُ مالُها)
(وَلَم تَستَغِث كَفَّي بِلالٍ فَقيرَةٌ ** إِذا ما دَعَت إِلّا عَلَيهِ عِيالُها)
(سَتَأتي بِلالاً مِدحَتي حَيثُ يَمَّمَت ** بِهِ العيسُ أَو سودٌ عَلَيها جِلالُها)
(فَدونَكَ هَذي يا بِلالُ فَإِنَّها ** سَيَنمى بِها فَوقَ القَوافي نِقالُها)












مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید