المنشورات

النبذ:

تقول: «نبذت الشيء أنبذه نبذا» فهو: منبوذ، إذا رميته وأبعدته، والنبذ: طرح الشيء، والنبذ: إعلام العدو بترك الموادعة، وقوله تعالى:. فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ. [سورة الأنفال، الآية 58] : أي قل لهم: قد نبذت إليكم عهدكم، وأنا مقاتلكم ليعلموا ذلك. فالنبذ مقصود به: طرح العهد وعدم الالتزام به، والأمر بالنبذ في الآية الكريمة يجمع بين الأمرين: طرح العهد، وإعلامهم بذلك، فهو نوع من الإنذار. وفي الحديث: «أنه نهى عن المنابذة في البيع» [النهاية 5/ 6] وهو أن يقول الرجل لصاحبه: «انبذ إلىّ الثوب، أو أنبذه إليك ليجب البيع» .
وقيل: هو أن يقول: «إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع» فيكون البيع معاطاة من غير عقد ولا يصح.
- والمنبذة: الوسادة، وفي حديث عدى بن حاتم- رضى الله عنه-: «أمر له لمّا أتاه بمنبذة» [النهاية 5/ 6] سمّيت بها لأنها تنبذ: أى تطرح.
- وفي الحديث: «أنه مرّ بقبر منتبذ عن القبور» [النهاية 5/ 6] :
أي منفرد بعيد عنها.
- وفي حديث آخر: «انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه» [النهاية 5/ 6] يروى بتنوين القبر والإضافة، فمع التنوين هو بمعنى الأول، ومع الإضافة يكون المنبوذ: اللقيط، أى بقبر إنسان منبوذ، وسمى اللقيط منبوذا، لأن أمه رمته على الطريق.
وفي حديث الدجال: «تلده أمة، وهي منبوذة في قبرها» .
[النهاية 5/ 6] : أي ملقاة.
- وتكرر في الحديث ذكر «النبيذ» وهو ما يعمل من الأشربة من التمر والزبيب، والعسل، والحنطة، والشعير وغير ذلك.
يقال: «نبذت التمر والعنب» : إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا.
- ومنه: «نبذ العهد» : إذا نقض، وألقاه إلى مكان كان بينه وبينه.
- وفي حديث أنس- رضى الله عنه-: «إنما كان البياض في عنفقته، وفي الرأس نبذ» [النهاية 5/ 7] : أي يسير من شيب في رأس النبي صلّى الله عليه وسلم. تقول: «بأرض كذا نبذ من كلأ، وأصاب الأرض نبذ من مطر، وذهب ماله وبقي منه نبذ ونبذة» : أي شيء يسير.
«المفردات ص 480، والنهاية في غريب الحديث والأثر ص 5- 7، والموسوعة الفقهية 6/ 327» .

 

مصادر و المراجع :

١- معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية

المؤلف: د. محمود عبد الرحمن عبد المنعم

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید