المنشورات

سمونا لنجران اليماني وأهله

البحر: طويل
(سَمَونا لِنَجرانِ اليَماني وَأَهلِهِ ** وَنَجرانُ أَرضٌ لَم تُدَيَّث مُقاوِلُه)
(بِمُختَلِفِ الأَصواتِ تَسمَعُ وَسطَهُ ** كَرِزِّ القَطا لا يَفقَهُ الصَوتَ قائِلُه)
(لَنا أَمرُهُ لا تُعرَفُ البُلقُ وَسطَهُ ** كَثيرُ الوَغى مِن كُلِّ حَيٍّ قَبائِلُه)
(كَأَنَّ بَناتِ الحارِثِيِّينَ وَسطَهُم ** ظِباءُ صَريمٍ لَم تُفَرَّج غَياطِلُه)
(إِذا حانَ مِنهُ مَنزِلٌ أَوقَدَت بِهِ ** لِأُخراهُ في أَعلى اليَفاعِ أَوائِلُه)
(تَظَلُّ بِهِ الأَرضُ الفَضاءُ مُعَضِّلاً ** وَتَجهَرُ أَسدامَ المِياهِ قَوابِلُه)
(تَرى عافِياتِ الطَيرِ قَد وَثَّقَت لَها ** بِشِبعٍ مِنَ السَخلِ العِتاقِ مَنازِلُه)
(إِذا فَزِعوا هَزّوا لِواءَ اِبنِ حابِسٍ ** وَنادَوا كَريماً خَيمُهُ وَشَمائِلُه)
(سَعى بِتِراتٍ لِلعَشيرَةِ أَدرَكَت ** حَفيظَةَ ذي فَضلٍ عَلى مَن يُفاضِلُه)
(فَأَدرَكَها وَاِزدادَ مَجداً وَرِفعَةً ** وَخَيراً وَأَحظى الناسِ بِالخَيرِ فاعِلُه)
(أَرى أَهلَ نَجرانَ الكَواكِبَ بِالضُحى ** وَأَدرَكَ فيهِم كُلَّ وِترٍ يُحاوِلُه)
(وَصَبَّحَ أَهلَ الجَوفِ وَالجَوفُ آمِنٌ ** بِمِثلِ الدَبا وَالدَهرُ جَمٌّ بَلابِلُه)
(فَظَلَّ عَلى هَمدانَ يَومٌ أَتاهُمُ ** بِنَحسِ نُحوسٍ ظَهرُهُ وَأَصائِلُه)
(وَكِندَةُ لَم يَترُك لَهُم ذا حَفيظَةٍ ** وَلا مَعقِلاً إِلّا أُبيحَت مَعاقِلُه)
(وَأَهلَ حَبَونا مِن مُرادٍ تَدارَكَت ** وَجَرماً بِوادٍ خالَطَ البَحرَ ساحِلُه)
(صَبَحناهُمُ الجُردَ الجِيادَ كَأَنَّها ** قَطاً أَفزَعَتهُ يَومَ طَلٍّ أَجادِلُه)
(أَلا إِنَّ ميراثَ الكُلَيبِيِّ لِاِبنِهِ ** إِذا ماتَ رِبقاً ثَلَّةٍ وَحَبائِلُه)
(فَأَقبِل عَلى رِبقَي أَبيكَ فَإِنَّما ** لِكُلِّ اِمرِئٍ ما أَورَثَتهُ أَوائِلُه)
(تَسَربَلَ ثَوبَ اللُؤمِ في بَطنِ أُمِّهِ ** ذِراعاهُ مِن أَشهادِهِ وَأَنامِلُه)
(كَما شَهِدَت أَيدي المُجوسِ عَلَيهِمُ ** بِأَعمالِهِم وَالحَقُّ تَبدو مَحاصِلُه)
(عَجِبتُ لِقَومٍ يَدَّعونَ إِلى أَبي ** وَيَهجونَني وَالدَهرُ جَمٌّ مَجاهِلُه)
* * *
(فَقُلتُ لَهُ: رُدَّ الحِمارَ فَإِنَّهُ ** أَبوكَ لَئيمٌ رَأسُهُ وَجَحافِلُه)
(يَسيلُ عَلى شِدقَي جَريرٍ لُعابِهُ ** كَشَلشالِ وَطبٍ ما تَجِفُّ شَلاشِلُه)
(لِيَغمِزَ عِزّاً قَد عَسا عَظمُ رَأسِهِ ** قُراسِيَةً كَالفَحلِ يَصرِفُ بازِلُه)
(بَناهُ لَنا الأَعلى فَطالَت فُروعُهُ ** فَأَعياكَ وَاِشتَدَّت عَلَيكَ أَسافِلُه)
(فَلا هُوَ مُسطيعٌ أَبوكَ اِرتِقائَهُ ** وَلا أَنتَ عَمّا قَد بَنى اللَهُ عادِلُه)
(فَإِن كُنتَ تَرجو أَن تُوازِيَ دارِماً ** فَرُم حَضَناً فَاِنظُر مَتى أَنتَ ناقِلُه)
(وَأَرسَلَ يَرجو اِبنُ المَراغَةِ صُلحَنا ** فَرُدَّ وَلَم تَرجِع بِنُجحٍ رَسائِلُه)
(وَلاقى شَديدَ الدَرءِ مُستَحصِدَ القِوى ** تَفَرَّقُ بِالعِصيانِ عَنهُ عَواذِلُه)
(إِلى كُلِّ حَيٍّ قَد خَطَبنا بَناتِهِم ** بِأَرعَنَ مِثلِ الطَودِ جَمٍّ صَواهِلُه)
(وَأَنتُم عَضاريطِ الخَميسِ عَتادُكُم ** إِذا ما غَدا أَرباقُهُ وَحَبائِلُه)
(وَإِنّا لَمَنّاعونَ تَحتَ لِوائِنا ** حِمانا إِذا ما عاذَ بِالسَيفِ حامِلُه)
(وَقالَت كُلَيبٌ قَمِّشوا لِأَخيكُمُ ** فَفِرّوا بِهِ إِنَّ الفَرَزدَقَ آكِلُه)
(فَهَل أَحَدٌ يا اِبنَ المَراغَةِ هارِبٌ ** مِنَ المَوتِ إِنَّ المَوتَ لا بُدَّ نائِلُه)
(فَإِنّي أَنا المَوتُ الَّذي هُوَ ذاهِبٌ ** بِنَفسِكَ فَاِنظُر كَيفَ أَنتَ مُحاوِلُه)
(أَنا البَدرُ يُعشي طَرفَ عَينَيكَ فَاِلتَمِس ** بِكَفَّيكَ يا اِبنَ الكَلبِ هَل أَنتَ نائِلُه)
(أَتَحسِبُ قَلبي خارِجاً مِن حِجابِهِ ** إِذا دُفُّ عَبّادٍ أَرَنَّت جَلاجِلُه)
(فَقُلتُ وَلَم أَملِك أَمالِ اِبنِ مالِكٍ ** لِأَيِّ بَني ماءِ السَماءِ جَعائِلُه)
(أَفي قَمَلِيٍّ مِن كُلَيبٍ هَجَوتُهُ ** أَبو جَهضَمٍ تَغلي عَلَيَّ مَراجِلُه)
(أَحارِثُ داري مَرَّتَينِ هَدَمتَها ** وَكُنتَ اِبنُ أُختٍ لا تُخافُ غَوائِلُه)
(وَأَنتَ اِمرُؤٌ بَطحاءُ مَكَّةَ لَم يَزَل ** بِها مِنكُمُ مُعطي الجَزيلِ وَفاعِلُه)
(فَقُلنا لَهُ لا تُشمِتَنَّ عَدُوَّنا ** وَلا تَنسَ مِن أَصحابِنا مَن نُواصِلُه)
(فَقَبلَكَ ما أَعيَيتُ كاسِرَ عَينِهِ ** زِياداً فَلَم تَقدِر عَلَيَّ حَبائِلُه)
(فَأَقسَمتُ لا آتيهِ سَبعينَ حِجَّةً ** وَلَو نُشِرَت عَينُ القُباعِ وَكاهِلُه)
(فَما كانَ شَيءٌ كانَ مِمّا نُجِنَّهُ ** مِنَ الغِشِّ إِلّا قَد أَبانَت شَواكِلُه)
(وَقُلتُ لَهُم صَبراً كُلَيبُ فَإِنَّهُ ** مَقامُ كِظاظٍ لا تَتِمَّ حَوامِلُه)
(فَإِن تَهدِموا داري فَإِنَّ أَرومَتي ** لَها حَسَبٌ لا اِبنَ المَراغَةِ نائِلُه)
(أَبي حَسَبٌ عَودٌ رَفيعٌ وَصَخرَةٌ ** إِذا قُرِعَت لَم تَستَطِعها مَعاوِلُه)
(تَصاغَرتَ يا اِبنَ الكَلبِ لَمّا رَأَيتَني ** مَعَ الشَمسِ في صَعبٍ عَزيزٍ مَعاقِلُه)
(وَقَد مُنِيَت مِنّي كُلَيبٌ بِضَيغَمٍ ** ثَقيلٍ عَلى الحُبلى جَريرٍ كَلاكِلُه)
(شَتيمُ المُحَيّا لا يُخاتِلُ قِرنَهُ ** وَلَكِنَّهُ بِالصَحصَحانِ يُنازِلُه)
(هِزَبرٌ هَريتُ الشَدقِ رِئبالُ غابَةٍ ** إِذا سارَ عَزَّتهُ يَداهُ وَكاهِلُه)
(عَزيزٌ مِنَ اللائي يُنازِلُ قِرنَهُ ** وَقَد ثَكِلَتهُ أُمُّهُ مَن يُنازِلُه)
(وَإِنَّ كُلَيباً إِذ أَتَتني بِعَبدِها ** كَمَن غَرَّهُ حَتّى رَأى المَوتَ باطِلُه)
(رَجَوا أَن يَرِدّوا عَن كُلَيبٍ بِدِرعِهِ ** نَوافِذَ ما أَرمي وَما أَنا ناقِلُه)
(عَجِبتُ لِرامي الضَأنِ في حُطَمِيَّةٍ ** وَفي الدِرعِ عَبدٌ قَد أُصيبَت مَقاتِلُه)
(وَهَل تَلبِسُ الحُبلى السِلاحَ وَبَطنُها ** إِذا اِنتَطَقَت عِبءٌ عَلَيها تُعادِلُه)
(أَفاخَ وَأَلقى الدِرعَ عَنهُ وَلَم أَكُن ** لِأُلقِيَ دِرعي مِن كَمِيٍّ أُقاتِلُه)
(أَلَستَ تُرى يا اِبنَ المَراغَةِ صامِتاً ** لِما أَنتَ في أَضعافِ بَطنِكَ حامِلُه)
(وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ حَولي وَحَولَكُم ** بَني الكَلبِ أَنّي رَأسُ عِزٍّ وَكاهِلُه)
(أَلَم تَعلَموا أَنّي اِبنُ صاحِبَ صَوأَرٍ ** وَعِندي حُساما سَبفِهِ وَحَمائِلُه)
(تَرَكنا جَريراً وَهوَ في السوقِ حابِسٌ ** عَطِيَّةَ هَل يَلقى بِهِ مَن يُبادِلُه)
(فَقالوا لَهُ رُدَّ الحِمارَ فَإِنَّهُ ** أَبوكَ لَئيمٌ رَأسُهُ وَجَحافِلُه)
(وَأَنتَ حَريصٌ أَن يَكونَ مُجاشِعٌ ** أَباكَ وَلَكِنَّ اِبنَهُ عَنكَ شاغِلُه)
(وَما أَلبَسوهُ الدِرعَ حَتّى تَزَيَّلَت ** مِنَ الخِزيِ دونَ الجِلدِ مِنهُ مَفاصِلُه)
(وَهَل كانَ إِلّا ثَعلَباً راضَ نَفسَهُ ** بِمَوجٍ تَسامى كَالجِبالِ مَجاوِلُه)
(ضَغا ضَغوَةً في البَحرِ لَمّا تَغَطمَطَت ** عَلَيهِ أَعالي مَوجِهِ وَأَسافِلُه)
(فَأَصبَحَ مَطروحاً وَراءَ غُثائِهِ ** بِحَيثُ اِلتَقى مِن ناجِخِ البَحرِ ساحِلُه)
(وَهَل أَنتَ إِن فاتَتكَ مَسعاةُ دارِمٍ ** وَما قَد بَنى آتٍ كُلَيباً فَقاتِلُه)
(وَقالوا لِعَبّادٍ أَغِثنا وَقَد رَأَوا ** شَآبيبَ مَوتٍ يُقطِرُ السُمَّ وابِلُه)
(وَما عِندَ عَبّادٍ لَهُم مِن كَريهَتي ** رَواحٌ إِذا ما الشَرُّ عَضَّت رَجائِلُه)
(فَخَرتَ بِشَيخٍ لَم يَلِدكَ وَدونَهُ ** أَبٌ لَكَ تُخفي شَخصَهُ وَتُضائِلُه)
(فَلِلَّهِ عِرضي إِن جَعَلتُ كَريمَتي ** إِلى صاحِبِ المِعزى المُوَقَّعِ كاهِلُه)
(جَباناً وَلَم يَعقِد لِسَيفٍ حِمالَةً ** وَلَكِن عِصامُ القِربَتَينِ حَمائِلُه)
(يَظَلُّ إِلَيهِ الجَحشُ يَنهَقُ إِن عَلَت ** بِهِ الريحُ مِن عِرفانِ مَن لا يُزايِلُه)
(لَهُ عانَةٌ أَعفاؤُها آلِفاتُهُ ** حُمولَتُهُ مِنها وَمِنها حَلائِلُه)
(مُوَقَّعَةٌ أَكتافُها مِن رُكوبِهِ ** وَتُعرَفُ بِالكاذاتِ مِنها مَنازِلُه)
(أَلا تَدَّعي إِن كانَ قَومُكَ لَم تَجِد ** كَريماً لَهُم إِلّا لَئيماً أَوائِلُه)
(أَلا تَفتَري إِذ لَم تَجِد لَكَ مَفخَراً ** أَلا رُبَّما يَجري مَعَ الحَقِّ باطِلُه)
(فَتَحمَدَ ما فيهِم وَلَو كُنتَ كاذِباً ** فَيَسمَعَهُ يا اِبنَ المَراغَةِ جاهِلُه)
(وَلَكِن تَدَعّى مَن سِواهُم إِذا رَمى ** إِلى الغَرَضِ الأَقصى البَعيدِ مُناضِلُه)
(فَتَعلَمُ أَن لَو كُنتَ خَيراً عَلَيهِمُ ** كَذَبتَ وَأَخزاكَ الَّذي أَنتَ قائِلُه)
(تَعاطَ مَكانَ النَجمِ إِن كُنتَ طالِباً ** بَني دارِمٍ فَاِنظُر مَتى أَنتَ طالِبُه)
(فَلَلنَجمِ أَدنى مِنهُمُ أَن تَنالَهُ ** عَلَيكَ فَأَصلِح زَربَ ما أَنتَ آبِلُه)
(أَلَم يَكُ مِمّا يُرعِدُ الناسَ أَن تَرى ** كُلَيباً تَغَنّى بِاِبنِ لَيلى تُناضِلُه)
(أَبي مالِكٌ ما مِن أَبٍ تَعرِفونَهُ ** لَكُم دونَ أَعراقِ التُرابِ يُعادِلُه)
(عَجِبتُ إِلى خَلقِ الكُلَيبِيِّ عُلِّقَت ** يَداهُ وَلَم تَشتَدَّ قَبضاً أَنامِلُه)
(فَدونَكَ هَذي فَاِنتَقِضها فَإِنَّها ** شَديدُ قِوى أَمراسِها وَمَواصِلُه)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید