المنشورات

قد ينبح الكلب النجوم

البحر: طويل
قال يجيب جريرًا:
(أَتَنسى بَنو سَعدٍ جُدودَ الَّتي بِها ** خَذَلتُم بَني سَعدٍ عَلى شَرِّ مَخذَلِ)
(عَشِيَّةَ وَلَّيتُم كَأَنَّ سُيوفَكُم ** ذَآنينُ في أَعناقِكُم لَم تُسَلَّلِ)
(وَشَيبانُ حَولَ الحَوفَزانِ بِوائِلٍ ** مُنيخاً بِجَيشٍ ذي زَوائِدَ جَحفَلِ)
(دَعَوا يا لَسَعدٍ وَاِدَّعَوا يا لَوائِلٍ ** وَقَد سُلَّ مِن أَغمادِهِ كُلُّ مُنصَلِ)
(قَبيلَينِ عِندَ المُحصَناتِ تَصاوَلا ** تَصاوُلَ أَعناقِ المَصاعيبِ مِن عَلِ)
(عَصَوا بِالسُيوفِ المَشرِفِيَّةِ فيهِمُ ** غَيارى وَأَلقَوا كُلَّ جَفنٍ وَيَحمَلِ)
(حَمَتهُنَّ أَسيافٌ حِدادٌ ظُباتُها ** وَمِن آلِ سَعدٍ دَعوَةٌ لَم تُهَلَّلِ)
(دَعَونَ وَما يَدرونَ مِنهُم لِأَيِّهِم ** يَكُنَّ وَما يُخفينَ ساقاً لِمُجتَلِ)
(لَعَلَّكَ مِن في قاصِعائِكَ واجِدٌ ** أَباً مِثلَ عَبدِ اللَهِ أَو مِثلَ نَهشَلِ)
(وَآلِ أَبي سودٍ وَعَوفِ اِبنِ مالِكٍ ** إِذا جاءَ يَومٌ بَأسُهُ غَيرُ مُنجَلِ)
(وَمُتَّخِذٌ مِنّا أَباً مِثلَ غالِبٍ ** وَكانَ أَبي يَأتي السِماكَينِ مِن عَلِ)
(وَأَصيَدَ ذي تاجٍ صَدَعنا جَبينَهُ ** بِأَسيافِنا وَالنَقعُ لَم يَتَزَيَّلِ)
(تَرى خَرَزاتِ المُلكِ فَوقَ جَبينِهِ ** صَأولٌ شَبا أَنيابِهِ لَم يُفَلَّلِ)
(وَما كانَ مِن آرِيِّ خَيلٍ أَمامَكُم ** وَلا مُحتَبىً عِندَ المُلوكِ مُبَجَّلِ)
(وَلا اِتَّبَعَتكُم يَومَ ظَعنٍ فِلائُها ** وَلا زُجِرَت فيكُم فِحالَتُها هَلِ)
(وَلَكِنَّ أَعفاءً عَلى إِثرِ عانَةً ** عَلَيهِنَّ أَنحاءُ السِلاءِ المُعَدَّلِ)
(بَناتُ اِبنِ مَرقومِ الذِراعَينِ لَم يَكُن ** لِيُذعَرَ مِن صَوتِ اللِجامِ المُصَلصِلِ)
(أَرى اللَيلَ يَجلوهُ النَهارَ وَلا أَرى ** عِظامَ المَخازي عَن عَطِيَّةَ تَنجَلي)
(أَمِن جَزَعٍ أَن لَم يَكُن مِثلَ غالِبٍ ** أَبوكَ الَّذي يَمشي بِريقٍ مُوَصَّلِ)
(ظَلِلتَ تُصادي عَن عَطِيَّةَ قائِماً ** لِتَضرِبَ أَعلى رَأسِهِ غَيرَ مُؤتَلِ)
(لَكَ الوَيلُ لا تَقتُل عَطِيَّةَ إِنَّهُ ** أَبوكَ وَلَكِن غَيرَهُ فَتَبَدَّلِ)
(وَبادِل بِهِ مِن قَومِ بَضعَةَ مِثلَهُ ** أَباً شَرَّ ذي نَعلَينِ أَو غَيرِ مُنعَلِ)
(فَإِن هُم أَبَوا أَن يَقبَلوهُ وَلَم تَجِد ** فِراقاً لَهُ إِلّا الَّذي رُمتَ فَاِفعَلِ)
(وَإِن تَهجُ آلَ الزِبرِقانِ فَإِنَّما ** هَجَوتَ الطِوالَ الشُمَّ مِن هَضبِ يَذبُلِ)
(وَقَد يَنبَحُ الكَلبُ النُجومَ وَدونَها ** فَراسِخُ تُنضي العَينَ لِلمَتَأَمِّلِ)
(فَما تَمَّ في سَعدٍ وَلا آلِ مالِكٍ ** غُلامٌ إِذا ما قيلَ لَم يَتَبَهدَلِ)
(لَهُم وَهَبَ النُعمانُ بُردَ مُحَرِّقٍ ** بِمَجدِ مَعَدٍّ وَالعَديدِ المُحَصَّلِ)
(وَهُم لِرَسولِ اللَهِ أَوفى مُجيرُهُم ** وَعَمّوا بِفَضلٍ يَومَ بَسرٍ مُجَلَّلِ)
(هَجَوتَ بَني عَوفٍ وَما في هِجائِهِم ** رَواحٌ لِعَبدٍ مِن كُلَيبٍ مُغَربَلِ)
(أَبَهدَلَةَ الأَخيارَ تَهجو وَلَم يَزَل ** لَهُم أَوَّلٌ يَعلو عَلى كُلِّ أَوَّلِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید