المنشورات

يا مر يا ابن سحيم كيف تشتمني

البحر: بسيط تام
يهجو مرة بن محكان أخا بني ربيع بن الحارث
(يا ظلميَ ويحكِ إني ذو محافظةٍ، ** أنمي إلى معشرِ شمّ الخراطيمِ)
(منْ كلّ أبلجَ كالدّينارِ غرّتهُ، ** منْ آل حنظلةَ البيضِ المطاعيمِ)
(ياليتَ شعري على قيل الوشاةِ لنا: ** في غامضٍ من تُرَابِ الأرْضِ مَدمومِ)
(أمْ تَنشَحَنّ على الحَرْبِ التي جَرَمتْ ** مني فؤادَ امرئٍ حرّانَ مهيومِ)
(أهْلي فِداؤكَ مِن جارٍ عَلى عَرَضٍ، ** مُوَدَّعٍ لِفِرَاقٍ غَيرَ مَذْمُومِ)
(يومَ العناقةِ إذْ تبدي نصيحتها ** سِرّاً بمُضْطَمِرِ الحاجاتِ مَكْتُومِ)
(تَقُولُ وَالعِيسُ قَد كانَتْ سَوَالِفُها ** دُونَ المَوَارِكِ قد عِيجَتْ بتَقوِيمِ)
(ألا تَرَى القَوْمَ مِمّا في صُدُورِهِمُ ** كَأنّ أوْجُهَهُمْ تُطْلَى بِتَنّومِ)
(إذا رأوكَ، أطالَ اللهُ غيرتهمْ، ** عضّوا منَ الغيظِ أطرافَ الأباهمِ)
(إِنّي بِها وَبِرَأسِ العَينِ مَحضَرُها ** وَأَنتَ ناءٍ بِجَنبي رَعنَ مَقرومِ)
(لا كَيْفَ إلاّ على غَلْبَاءَ دَوْسَرَةٍ ** تأوي عيدةٍ للرّحلِ ملمومِ)
(صَهْبَاءَ قَدْ أخْلفَتْ عامَينِ باذِلَها، ** تلطّ عن جاذبِ الأخلافِ معقومِ)
(إحْدَى اللّواتي إذا الحَادي تَنَاوَلَها ** مَدَّتْ لها شَطَنِ القُودِ العَيَاهِيمِ)
(حَتّى يُرى وَهوَ مَحزومٌ كَأَنَّ بِهِ ** حُمّى المَدينَةِ أَو داءَن مِنَ المومِ)
(صَيداءَ شَأمِيَّةٍ حَرفٍ كَمُشتَرِفٍ ** إِلى الشِخاصِ مِنَ التَضغانِ مَبحومِ)
(أَو أَخدَرِيَّ فَلاةٍ ظَلَّ مُرتَبِئاً ** عَلى صَريمَةِ أَمرٍ غَيرِ مَقسومِ)
(جَونٌ يُؤَجِّلُ عاناتٍ وَيَجمَعُها ** حَولَ الخُدادَةِ أَمثالَ الأَناعيمِ)
(رَعى بِها أَشهُراً يَقرو الخَلاءَ بِها ** مُعانِقاً لِلهَوادي غَيرَ مَظلومِ)
(شَهرَي رَبيعٍ يَلُسُّ الأَرضَ مونِقَةً ** إِلى جُمادى بِزَهرِ النورِ مَعمومِ)
(بِالدَحلِ كُلَّ ظَلامٍ لا تَزالُ لَهُ ** حَشرَجَةٌ أَو سَحيلٌ بَعدَ تَدويمِ)
(حَتّى إِذا أَنفَضَ البُهمى وَكانَ لَهُ ** مِن ناصِلٍ مِن سَفاها كَالمَخاذيمِ)
(تَذَكَّرَ الوِردَ وَاِنضَمَّت ثَميلَتُهُ ** في بارِحٍ مِن نَهارِ النَجمِ مَسمومِ)
(أَرَنَّ وَاِنتَظَرَتهُ أَينَ يَعدِلُها ** مُكَدَّحاً بِجَنينٍ غَيرِ مَهشومِ)
(غاشي المَخارِمِ ما يَنفَكُّ مُغتَصِباً ** زَوجاتِ آخَرَ في كُرهٍ وَتَرغيمِ)
(وَظَلَّ يَعدِلُ أَيَّ المَورِدَينِ لَها ** أَدنى بِمُنخَرِقِ القيعانِ مَسؤومِ)
(أَضارِجاً أَم مِياهِ السَيفِ يَقرِبُها ** كَضارِبٍ بِقِداحِ القَسمِ مَأمومِ)
(حَتّى إِذا جَنَّ داجي اللَيلِ هَيَّجَها ** ثَبتُ الخَبارِ وَثَوبٌ لِلجَراثيمِ)
(يَلُمُّها مُقرِباً لَولا شَكاسَتُهُ ** يَنفي الجِحاشَ وَيُزري بِالمَقاحيمِ)
(حَتّى تَلاقى بِها في مُسيِ ثالِثَةٍ ** عَيناً لَدى مَشرَبٍ مِنهُنَّ مَعلومِ)
(خافَ عَلَيها بَحيراً قَد أَعَدَّ لَها ** في غامِضٍ مِن تُرابِ الأَرضِ مَدمومِ)
(نابي الفِراشِ طَرِيُّ اللَحمِ مُطعَمَهُ ** كَأَنَّ أَلواحَهُ أَلواحُ مَحصومِ)
(عاري الأَشاجِعِ مَسعورٌ أَخو قَنَصٍ ** فَما يَنامُ بَحيرٌ غَيرَ تَهويمِ)
(حَتّى إِذا أَيقَنَت أَن لا أَنيسَ لَها ** إِلّا نَئيمٌ كَأَصواتِ التَراجيمِ)
(تَوَرَّدَت وَهيَ مُزوَرٌّ فَرائِصُها ** إِلى الشَرايِعِ بِالقودِ المَقاديمِ)
(وَاِستَروَحَت تَرهَبُ الأَبصارَ أَنَّ لَها ** عَلى القُصَيبَةِ مِنهُ لَيلَ مَشؤومِ)
(حَتّى إِذا غَمَرَ الحَوماتُ أَكرُعَها ** وَعانَقَت مُستَنيماتِ العَلاجيمِ)
(وَساوَرَتهُ بِأَلحَيها وَمالَ بِها ** بَردٌ يُخالِطُ أَجوافَ الحَلاقيمِ)
(تَكادُ آذانُها في الماءِ يَقصِفُها ** بيضُ المَلاغيمِ أَمثالُ الخَواتيمِ)
(وَقَد تَحَرَّفَ حَتّى قالَ قَد فَعَلَت ** وَاِستَوضَحَت صَفَحاتِ القُرَّحِ الهيمِ)
(ثُمَّ اِنتَحى بِشَديدِ العَيرِ يَحفِزُهُ ** حَدُّ اِمرِئٍ في الهَوادي غَيرِ مَحرومِ)
(فَمَرَّ مِن تَحتِ أَلحَيها وَكانَ لَها ** واقٍ إِلى قَدَرٍ لا بُدَّ مَحمومِ)
(فَاِنقَعَرَت في سَوادِ اللَيلِ يَغصِبُها ** بِوابِلٍ مِن عَمودِ الشَدِّ مَشهومِ)
(فَآبَ رامي بَني الحِرمانِ مُلتَهِفاً ** يَمشي بِفَوقَينِ مِن عُريانِ مَحطومِ)
(فَظَلَّ مِن أَسَفٍ أَن كانَ أَخطَأَها ** في بَيتِ جوعٍ قَصيرِ السِمكِ مَهدومِ)
(مَحكانُ شَرُّ فُحولِ الناسِ كُلِّهِمِ ** وَشَرُّ والِدَةٍ أُمُّ الفَرازيمِ)
(فَحلانِ لَم يَلقَ شَرُّ مِنهُما وَلَداً ** مِمَّن تَرَمَّزَ بَينَ الهِندِ وَالرومِ)
(يا مُرُّ يا اِبنَ سُحَيمٍ كَيفَ تَشتِمُني ** عَبدٌ لِعَبدٍ لَئيمِ الخالِ مَكرومِ)
(ما كُنتَ أَوَّلَ عَبدٍ سَبَّ سادَتَهُ ** مُوَلَّعٍ بَينَ تَجديعٍ وَتَصليمِ)
(تُبنى بُيوتُ بَني سَعدٍ وَبَيتُكُمُ ** عَلى ذَليلٍ مِنَ المَخزاةِ مَهدومِ)
(فَاِهجُر دِيارَ بَني سَعدٍ فَإِنَّهُمُ ** قَومٌ عَلى هَوَجٍ فيهِم وَتَهشيمِ)
(مِن كُلِّ أَقعَسَ كَالراقودَ حُجزَتُهُ ** مَملوأَةٌ مِن عَتيقِ التَمرِ وَالثومِ)
(إِذا تَعَشّى عَتيقَ التَمرِ قامَ لَهُ ** تَحتَ الخَميلِ عِصارٌ ذو أَضاميمِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید