المنشورات

فتى الجود عيسى ذو المكارم والندى

البحر: طويل
وقال الفرزدق حين هرب من زياد فمر ببني سليم برجل من بني بهز من سليم، فحمله على ناقته:
(أَتاني بِها وَاللَيلُ نِصفانِ قَد مَضى ** أَمامي وَنِصفٌ قَد تَوَلَّت تَوائِمُه)
(فَقالَ تَعَلَّم إِنَّها أَرحَبِيَّةٌ ** وَإِنَّ لَكَ اللَيلَ الَّذي أَنتَ جاشِمُه)
(نَصيحَتُهُ بَعدَ اللُبابِ الَّذي اِشتَرى ** بِأَلفَينِ لَم تُحجَن عَلَيها دَراهِمُه)
(وَإِنَّكَ إِن يَقدِر عَلَيكَ يَكُن لَهُ ** لِسانُكَ أَو تُغلَق عَلَيكَ أَداهِمُه)
(كَفاني بِها البَهزِيُّ جُملانِ مَن أَبى ** مِنَ الناسِ وَالجاني تُخافُ جَرائِمُه)
(فَتى الجودِ عيسى ذو المَكارِمِ وَالنَدى ** إِذا المالُ لَم تَرفَع بَخيلاً كَرائِمُه)
(تَخَطّى رُؤوسَ الحارِسينَ مُخاطِراً ** مَخافَةَ سُلطانٍ شَديدٍ شَكائِمُه)
(فَمَرَّت عَلى أَهلِ الحُفَيرِ كَأَنَّها ** ظَليمٌ تَبارى جُنحَ لَيلٍ نَعائِمُه)
(كَأَنَّ شِراعاً فيهِ مَثنى زِمامِها ** مِنَ الساجِ لَولا خَطمُها وَبَلاعِمُه)
(كَأَنَّ فُؤوساً رُكِّبَت في مَحالِها ** إِلى دَأيِ مَضبورٍ نَبيلٍ مَحازِمُه)
(وَأَصبَحتُ وَالمُلقى وَرائي وَحَنبَلٌ ** وَما صَدَرَت حَتّى تَلا اللَيلَ عاتِمُه)
(رَأَت بَينَ عَينَيها رَوِيَّةَ وَاِنجَلى ** لَها الصُبحُ عَن صَعلٍ أَسيلٍ مَخاطِمُه)
(إِذا ما أَتى دوني الفُرَيّانَ فَاِسلَمي ** وَأَعرَضَ مِن فَلجٍ وَرائي مَخارِمُه)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید