المنشورات

غيث البلاد ونور الناس في الظلم

البحر: بسيط
قال الفرزدق يذكر هدم بيعة دمشق التي هدمها الوليد ابن عبدالملك وجعلها مسجدًا:
(إِنّي لَيَنفَعُني بَأسي فَيَصرِفُني ** إِذا أَتى دونَ شَيءٍ مُرَّةُ الوَذَمِ)
(وَالشَيبُ شَرُّ جَديدٍ أَنتَ لابِسُهُ ** وَلَن تَرى خَلَقاً شَرّاً مِنَ الهَرَمِ)
(ما مِن أَبٍ حَمَلَتهُ الأَرضُ نَعلَمُهُ ** خَيرٌ بَنينَ وَلا خَيرٌ مِنَ الحَكَمِ)
(الحَكَمُ اِبنُ أَبي العاصي الَّذينَ هُمُ ** غَيثُ البِلادِ وَنورُ الناسِ في الظُلَمِ)
(مِنهُم خَلائِفُ يُستَسقى الغَمامُ بِهِم ** وَالمُقحِمونَ عَلى الأَبطالِ في القَتَمِ)
(رَأَت قُرَيشٌ أَبا العاصي أَحَقَّهُمُ ** بِاِثنَينِ بِالخاتَمِ المَيمونِ وَالقَلَمِ)
(تَخَيَّروا قَبلَ هَذا الناسِ إِذ خُلِقوا ** مِنَ الخَلائِقِ أَخلاقاً مِنَ الكَرَمِ)
(مِلءَ الجِفانِ مِنَ الشيزى مُكَلَّلَةً ** وَالضَربَ عِندَ اِحمِرارِ المَوتِ لِلبُهَمِ)
(ما ماتَ بَعدَ اِبنِ عَفّانَ الَّذي قَتَلوا ** وَبَعدَ مَروانَ لِلإِسلامِ وَالحُرَمِ)
(مِثلُ اِبنِ مَروانَ وَالآجالُ لاقِيَةٌ ** بِحَتفِها كُلَّ مَن يَمشي عَلى قَدَمِ)
(إِن تَرجِعوا قَد فَرَغتُم مِن جَنازَتِهِ ** فَما حَمَلتُم عَلى الأَعوادِ مِن أَمَمِ)
(خَليفَةً كانَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ ** خَيرَ الَّذينَ بَقَوا في غابِرِ الأُمَمِ)
(قالوا اِدفُنوهُ فَكادَ الطَودُ يُرجِفُهُ ** إِذ حَرَّكوا نَعشَهُ الراسي مِنَ العَلَمِ)
(أَمّا الوَليدُ فَإِنَّ اللَهَ أَورَثَهُ ** بِعِلمِهِ فيهِ مُلكاً ثابِتَ الدِعَمِ)
(خِلافَةً لَم تَكُن غَصباً مَشورَتُها ** أَرسى قَواعِدَها الرَحمَنُ ذو النِعَمِ)
(كانَت لِعُثمانَ لَم يَظلِم خِلافَتَها ** فَاِنتَهَكَ الناسُ مِنهُ أَعظَمَ الحُرَمِ)
(دَماً حَراماً وَأَيماناً مُغَلَّظَةً ** أَيّامُ يوضَعُ قَملُ القَومِ بِاللِمَمِ)
(فَرَّقتَ بَينَ النَصارى في كَنائِسِهِم ** وَالعابِدينَ مَعَ الأَسحارِ وَالعَتَمِ)
(وَهُم مَعاً في مُصَلّاهُم وَأَوجُهُهُم ** شَتّى إِذا سَجَدوا لِلَّهِ وَالصَنَمِ)
(وَكَيفَ يَجتَمِعُ الناقوسُ يَضرِبُهُ ** أَهلُ الصَليبِ مَعَ القُرّاءِ لَم تَنَمِ)
(فُهِّمتَ تَحويلَها عَنهُم كَما فَهِما ** إِذ يَحكُمانِ لَهُم في الحَرثِ وَالغَنَمِ)
(داوُدُ وَالمَلِكُ المَهدِيُّ إِذ حَكَما ** أَولادَها وَاِجتِزازَ الصوفِ بِالجَلَمِ)
(فَهَمَّكَ اللَهُ تَحويلاً لِبَيعَتِهِم ** عَن مَسجِدٍ فيهِ يُتلى طَيِّبُ الكَلِمِ)
(عَسَت فُروغُ دِلائي أَن يُصادِفَها ** بَعضُ الفَوائِضِ مِن أَنهارِكَ العُظُمِ)
(إِمّا مِنَ النيلِ إِذ وارى جَزائِرَهُ ** وَطَمَّ فَوقَ مَنارِ الماءِ وَالأَكَمِ)
(أَو مِن فُراتِ أَبي العاصي إِذا اِلتَطَمَت ** أَثباجُهُ بِمَكانٍ واسِعِ الثَلَمِ)
(تَظَلُّ أَركانُ عاناتٍ تُقاتِلُهُ ** عَن سورِها وَهوَ مِثلُ الفالِجِ القَطِمِ)
(يَخشَونَ مِن شُرُفاتِ السورِ سَورَتَهُ ** وَهُم عَلى مِثلِ فَحلِ الطَودِ مِن خِيَمِ)
(القاتِلُ القِرنَ وَالأَبطالُ كالِحَةٌ ** وَالجوعَ بِالشَحمِ يَومَ القِطَطِ الشَبِمِ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید