المنشورات

لقد رأيتك في المنام

البحر: كامل
(يا أُختَ ناجِبَةَ اِبنِ سامَةَ إِنَّني ** أَخشى عَلَيكِ بَنِيَّ إِن طَلَبوا دَمي)
(لَن يَقبَلوا دِيَةً وَلَيسوا أَو يَرَوا ** مِنّي الوَفاءَ وَلَن يَرَوهُ بِنُوَّمِ)
(فَالمَوتُ أَروَحُ مِن حَياةٍ هاكَذا ** إِن أَنتِ مِنكِ بِنائِلٍ لَم تُنعِمي)
(هَل أَنتِ راجِعَةٌ وَأَنتِ صَحيحَةٌ ** لِبَنِيَّ شِلوَ أَبيهِمِ المُتَقَسَّمِ)
(وَلَقَد ضَنيتُ مِنَ النِساءِ وَلا أَرى ** كَضَناً بِنَفسي مِنكِ أُمَّ الهَيثَمِ)
(كَيفَ السَلامَةُ بَعدَما تَيَّمتِني ** وَتَرَكتِ قَلبي مِثلَ قَلبِ الأَيهَمِ)
(قَطَّعتِ نَفسي ما تَجيءُ سَريحَةً ** وَتَرَكتِني دَنِفاً عُراقَ الأَعظُمِ)
(وَلَقَد رَمَيتِ إِلَيَّ رَميَةَ قاتِلٍ ** مِن مُقلَتَيكِ وَعارِضَيكِ بِأَسهُمِ)
(فَأَصَبتِ مِن كَبِدي حُشاشَةَ عاشِقٍ ** وَقَتَلتِني بِسِلاحِ مَن لَم يُكلَمِ)
(فَإِذا حَلَفتِ هُناكَ أَنَّكِ مِن دَمي ** لَبَريئَةٌ فَتَحَلَّلي لا تَأثَمي)
(وَلَئِن حَلَفتُ عَلى يَدَيكِ لَأَحلِفَن ** بِيَمينِ أَصدَقِ مِن يَمينِكِ مُقسِمِ)
(بِاللَهِ رَبِّ الرافِعينَ أَكُفَّهُم ** بَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ)
(فَلَأَنتِ مِن خَلَلِ الحِجالِ قَتَلتِني ** إِذ نَحنُ بِالحَدَقِ الذَوارِفِ نَرتَمي)
(إِذ أَنتِ مُقبِلَةٌ بِعَينَي جُؤذَرٍ ** وَبِجيدِ أُمِّ أَغَنَّ لَيسَ بِتَوأَمِ)
(وَبِواضِحٍ رَتلٍ تَشِفُّ غُروبُهُ ** عَذبٍ وَأَذلَفَ طَيِّبِ المُتَشَمَّمِ)
(وَكَأَنَّ فَأرَةَ تاجِرٍ هِندِيَّةً ** سَبَقَت إِلَيَّ حَديثِ فيكِ مِنَ الفَمِ)
(ما فَرَّثَت كَبِدي مِنِ اِمرَأَةٍ لَها ** عَينانِ مِن عَرَبٍ وَلا مِن أَعجَمِ)
(مِثلُ الَّتي عَرَضَت لِنَفسي حَتفَها ** مِنها بِنَظرَةِ حُرَّتَينِ وَمِعصَمِ)
(ناجِيَةٌ كَرَمٌ أَبوها تَبتَني ** مِن غالِبٍ قُبَبَ البِناءِ الأَعظَمِ)
(فَلَئِن هِيَ اِحتَسَبَت عَلَيَّ لَقَد رَأَت ** عَينايَ صَرعَةَ مَيِّتٍ لَم يَسقَمِ)
(هَل أَنتِ بايِعَتي دَمي بِغَلائِهِ ** إِن أَنتِ زَفرَةَ عاشِقٍ لَم تَرحَمي)
(ما كُنتُ غَيرَ رَهينَةٍ مَحبوسَةٍ ** بِدَمٍ لِأُختِ بَني كِنانَةَ مُسلَمِ)
(يا وَيحَ أُختِ بَني كِنانَةَ إِنَّها ** لَبَخيلَةٌ بِشِفاءِ مَن لَم يُجرِمِ)
(فَلَئِن سَفَكتِ دَماً بِغَيرِ جَريرَةٍ ** لَتُخَلَّدِنَّ مَعَ العَذابِ الآلَمِ)
(وَلَئِن حَمَلتِ دَمي عَلَيكِ لِتَحمِلِن ** ثِقَلاً يَكونُ عَلَيكِ مِثلَ يَلَملَمِ)
(وَالنَفسُ إِن وَجَبَت عَلَيكِ وَجَدتِها ** عِبئاً يَكونُ عَلَيكِ أَثقَلَ مَغرَمِ)
(لَو كُنتِ في كَبِدِ السَماءِ لَحاوَلَت ** كَفّايَ مُطَّلَعاً إِلَيكِ بِسُلَّمِ)
(وَلَأَكتُمَنَّ لَكِ الَّذي اِستَودَعتِني ** وَالسِرُّ مُنتَشِرٌ إِذا لَم يُكتَمِ)
(هَل تَذكُرينَ إِذا الرِكابُ مُناخَةٌ ** بِرِحالِها لِرَواحِ أَهلِ المَوسِمِ)
(إِذ نَحنُ نَستَرِقُ الحَديثَ وَفَوقَنا ** مِثلُ الضَبابِ مِنَ العَجاجِ الأَقتَمِ)
(إِذ نَحنُ نُخبِرُ بِالحَواجِبِ بَينَنا ** ما في النُفوسِ وَنَحنُ لَم نَتَكَلَّمِ)
(وَلَقَد رَأَيتُكِ في المَنامِ ضَجيعَتي ** وَلَثَمتُ مِن شَفَتَيكِ أَطيَبَ مَلثَمِ)
(وَغَدٌ وَبَعدَ غَدٍ كِلا يَومَيهِما ** يُبدي لَكِ الخَبَرَ الَّذي لَم تَعلَمي)
(وَالخَيلُ تَعلَمُ أَنَّنا فُرسانُها ** وَالعاطِفونَ بِها وَراءَ المُسلَمِ)
(أَسلابُ يَومِ قُراقِرٍ كانَت لَنا ** تُهدى وَكُلُّ تُراثِ أَبيَضَ خِضرِمِ)
(تَطَأُ الكُماةَ بِنا وَهُنَّ عَوابِسٌ ** وَطءَ الحِصادِ وَهُنَّ لَسنَ بِصُيَّمِ)
(نَعصي إِذا كَسَرَ الطِعانُ رِماحَنا ** في المُعلَمينَ بِكُلِّ أَبيَضَ مِخذَمِ)
(وَإِذا الحَديدُ عَلى الحَديدِ لَبِسنَهُ ** أَخرَجنَ نائِمَةَ الفِراخِ الجُثَّمِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید