المنشورات

أبت لهشام عادة يستعيدها

البحر: طويل
يمدح هشام بن عبدالملك
(أَفاطِمَ لا أَنسى نُعاسٌ وَلا سُرىً ** عَقابيلَ يَلقانا مِراراً غَرامُها)
(لِعَينَيكِ وَالثَغرُ الَّذي خِلتُ أَنَّهُ ** تَحَدَّرَ مِن غَرّاءَ بيضٍ غَمامُها)
(وَذَكَّرَنيها أَن سَمِعتُ حَمامَةً ** بَكَت فَبَكى فَوقَ الغُصونِ حَمامُها)
(نَؤومٌ عَنِ الفَحشاءِ لا تَنطِقُ الخَنا ** قَليلٌ سِوى تَخبيلِها القَومَ ذامُها)
(أَفاطِمَ ما يُدريكِ ما في جَوانِحي ** مِنَ الوَجدِ وَالعَينِ الكَثيرِ سِجامُها)
(فَلَو بِعتِني نَفسي الَّتي قَد تَرَكتِها ** تَساقَطُ تَترى لَاِفتَداها سَوامُها)
(لَأَعطَيتُ مِنها ما اِحتَكَمتِ وَمِثلَهُ ** وَلَو كانَ مِلءَ الأَرضِ يُحدى اِحتِكامُها)
(فَهَل لَكِ في نَفسي فَتَقتَحِمي بِها ** عِقاباً تَدَلّى لِلحَياةِ اِقتِحامُها)
(لَقَد ضَرَبَت لَو أَنَّهُ كانَ مُبقِياً ** حَياةً عَلى أَشلاءِ قَلبي سِهامُها)
(قَدِ اِقتَسَمَت عَيناكِ يَومَ لَقيتِنا ** حُشاشَةَ نَفسٍ ما يَحِلُّ اِقتِسامُها)
(فَكَيفَ بِمَن عَيناهُ في مُقلَتَيهِما ** شِفاءٌ لِنَفسٍ فيهِما وَسَقامُها)
(إِذا هي نَأَت عَنّي حَنَنتُ وَإِن دَنَت ** فَأَبعَدُ مِن بيضِ الأُنوقِ كَلامُها)
(وَتَمنَعُ عَيني وَهيَ يَقظى شِفاءَها ** وَيُبذَلُ لي عِندَ المَنامِ حَرامُها)
(وَكائِن مَنَعتُ القَومَ مِن نَومِ لَيلَةٍ ** وَقَد مَيَّلَت أَعناقَهُم لا أَنامُها)
(لَأَدنُوَ مِن أَرضٍ لِأَرضِكِ إِن دَنَت ** بِها بيدُها مُوصولَةٌ وَإِكامُها)
(أَفاطِمَ ما مِن عاشِقٍ هُوَ مَيِّتٌ ** مِنَ الناسِ إِن لَم يُردِ نَفسي حُسامُها)
(وَلَجتِ بِعَينَيكِ الصَيودَينِ مَولِجاً ** مِنَ النَفسِ إِن لَم يوقِ نَفسي حِمامُها)
(لَقَد دَلَّهَتني عَن صَلاتي وَإِنَّهُ ** لَيَدعو إِلى الخَيرِ الكَثيرِ إِمامُها)
(أَيَحيا مَريضٌ بَعدَما مُيِّتَت لَهُ ** سَوادُ الَّتي تَحتَ الفُؤادِ قِيامُها)
(أَيُقتَلُ مَخضوبُ البَنانِ مُبَرقَعٌ ** بِمَيتٍ خُفاتاً لَم تُصِبهُ كِلامُها)
(فَهَل أَنتِ إِلّا نَخلَةٌ غَيرَ أَنَّني ** أَراها لِغَيري ظِلُّها وَصِرامُها)
(وَما زادَني نَأيٌ سُلُوّاً وَلا قِرىً ** مِنَ الشامِ قَد كادَت يَبورُ أَنامُها)
(إِذا حُرِّقَت مِنهُم قُلوبٌ وَنُفِّذَت ** مِنَ القَومِ أَكبادٌ أُصيبَ اِنتِظامُها)
(كَما نُحِرَت يَومُ الأَضاحي بِبَلدَةٍ ** مِنَ الهَديِ خَرَّت لِلجَنوبِ قِيامُها)
(أَلا لَيتَ شِعري هَل تَغَيَّرَ بَعدَنا ** أُدَيعاصُ أَنقاءِ الحِمى وَسَنامُها)
(كَأَن لَم تُرَفِّع بِالأُكَيمَةِ خَيمَةً ** عَلَيها نَهاراً بِالقُنِيِّ ثُمامُها)
(أَقامَت بِها شَهرَينِ حَتّى إِذا جَرى ** عَلَيهِنَّ مِن سافي الرِياحِ هَيامُها)
(أَتاهُنَّ طَرّادونَ كُلَّ طُوالَةٍ ** عَلَيها مِنَ النَيِّ المُذابُ لِحامُها)
(عَلَيهِنَّ راحولاتُ كُلِّ قَطيفَةٍ ** مِنَ الخَزِّ أَو مِن قَيصَرانِ عِلامُها)
(إِلَيكَ أَقَمنا الحامِلاتِ رِحالَنا ** وَمُضمَرَ حاجاتٍ إِلَيكَ اِنصِرامُها)
(فَرَعنَ وَفَرَّغنَ الهُمومَ الَّتي سَمَت ** إِلَيكَ بِنا لَمّا أَتاكَ سَمامُها)
(وَكائِن أَنَخنا مِن ذِراعَي شِمِلَّةٍ ** إِلَيكَ وَقَد كَلَّت وَكَلَّ بَغامُها)
(وَقَد دَأَبَت عِشرينَ يَوماً وَلَيلَةً ** يُشَدُّ بِرِسغَيها إِلَيكَ خِدامُها)
(وَلا يُدرِكُ الحاجاتِ بَعدَ ذَهابِها ** مِنَ العيسِ بِالرُكبانِ إِلّا نَعامُها)
(لَعَمري لَئِن لاقَت هِشاماً لَطالَ ما ** تَمَنَّت هِشاماً أَن يَكونَ اِستِقامُها)
(إِلَيهِ وَلَو كانَ المُنَهَّتُ دونَهُ ** وَمِن عَرضِ أَجبالٍ عَلَيها قَتامِها)
(وَقَومٍ يَعَضّونَ الأَكُفَّ صُدورُهُم ** عَلَيَّ وَغارى غَيرُ مُرضىً رِغامُها)
(نَمَتكَ مَنافٌ ذِروَتاها إِلى العُلى ** وَمِن آلِ مَخزومٍ نَماكَ عِظامُها)
(أَلَيسَ اِمرُؤٌ مَروانُ أَدنى جُدودَهُ ** لَهُ مِن بَطاحِيِّ لُؤَيٍّ كِرامُها)
(أَحَقَّ بَني حَوّاءَ أَن يُدرِكَ الَّتي ** عَلَيهِم لَهُ لا يُستَطاعُ مَرامُها)
(أَبَت لِهِشامٍ عادَةٌ يَستَعيدُها ** وَكَفُّ جَوادٍ لا يُسَدُّ اِنثِلامُها)
(كَما اِنثَلَمَت مِن غَمرِ أَكدَرَ مُفعَمٍ ** فُراتِيَّةٌ يَعلو الصَراةَ اِلتِطامُها)
(هِشامٌ فَتى الناسِ الَّذي تَنتَهي المُنى ** إِلَيهِ وَإِن كانَت رِغاباً جِسامُها)
(وَإِنّا لَنَستَحيِيكَ مِمَّن وَراءَنا ** مِنَ الجَهدِ وَالآرامُ تُبلى سِلامُها)
(فَدونَكَ دَلوي إِنَّها حينَ تَستَقي ** بِفَرغٍ شَديدٍ لِلدِلاءِ اِقتِحامُها)
(وَقَد كانَ مِتراعاً لَها وَهيَ في يَدي ** أَبوكَ إِذا الأَورادُ طالَ أَوامُها)
(وَإِنَّ تَميماً مِنكَ حَيثُ تَوَجَّهَت ** عَلى السِلمِ أَو سَلِّ السُيوفِ خِصامُها)
(هُمُ الإِخوَةُ الأَدنَونَ وَالكاهِلُ الَّذي ** بِهِ مُضَرٌ عِندَ الكِظاظِ اِزدِحامُها)
(هِشامٌ خِيارُ اللَهِ لِلناسِ وَالَّذي ** بِهِ يَنجَلي عَن كُلِّ أَرضٍ ظَلامُها)
(وَأَنتَ لِهَذا الناسِ بَعدَ نَبِيِّهِم ** سَماءٌ يُرَجّى لِلمُحولِ غَمامُها)
(وَأَنتَ الَّذي تَلوي الجُنودُ رُؤوسَها ** إِلَيكَ وَلِلأَيتامِ أَنتَ طَعامُها)
(إِلَيكَ اِنتَهى الحاجاتُ وَاِنقَطَعَ المُنى ** وَمَعروفُها في راحَتَيكَ تَمامُها)
















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید