المنشورات

أباهل هل أنتم مغير لونكم

البحر: طويل
كان أصم باهلة هجا الفرزدق فقال يرد عليه:
(أَباهِلُ هَل أَنتُم مُغَيِّرُ لَونِكُم ** وَمانِعَكُم أَن تُجعَلوا في المَقاسِمِ)
(هِجاأُكُمُ قَوماً أَبوهُم مُجاشِعٌ ** لَهُ المَأثُراتُ البيضُ ذاتُ المَكارِمِ)
(فَإِنّي لَأَستَحيِي وَإِنّي لَعابِئٌ ** لَكُم بَعضَ مُرّاتِ الهِجاءِ العَوارِمِ)
(أَلَم تَذكُروا أَيّامَكُم إِذ تَبيعُكُم ** بَغيضٌ وَتُعطي مالَكُم في المَغارِمِ)
(يُعَجِّلنَ يَرهَصنَ البُطونَ إِلَيكُمُ ** بِأَعجازِ قِعدانِ الوِطابِ الرَواسِمِ)
(بَني عامِرٍ هَلّا نَهَيتُم عَبيدَكُم ** وَأَنتُم صِحاحٌ مِن كُلومِ الجَرائِمِ)
(فَإِنّي أَظُنُّ الشِعرَ مُطَّلِعٌ بِكُم ** مَناقِبَ غَورٍ عامِداً لِلمَواسِمِ)
(وَإِن يَطَّلِع نَجداً تَعَضّوا بَنانَاكُم ** عَلى حينَ لا تُغني نَدامَةَ نادِمِ)
(وَما تَرَكَت مِن قَيسِ عَيلانَ بِالقَنا ** وَبِالهُندُوانِيّات غَيرِ الشَراذِمِ)
(بَناتُ الصَريحِ الدُهمُ فَوقَ مُتونِها ** إِذا ثَوَّبَ الداعي رِجالُ الأَراقِمِ)
(أَظَنَّت كِلابُ اللُؤمِ أَن لَستُ شاتِماً ** قَبائِلَ إِلّا اِبنَي دُخانٍ بِدارِمِ)
(لَبِئسَ إِذاً حامي الحَقيقَةِ وَالَّذي ** يُلاذُ بِهِ مِن مُضلِعاتِ العَظائِمِ)
(وَكَم مِن لَئيمٍ قَد رَفَعتُ لَهُ اِسمَهُ ** وَأَطعَمتُهُ بِاِسمي وَلَيسَ بِطاعِمِ)
(وَكانَ دَقيقَ الرَحطِ فَاِزدادَ رِقَّةً ** وَلُؤماً وَخِزياً فاضِحاً في المَقاوِمِ)
(أَباهِلَ إِنَّ الذُلَّ بِاللُؤمِ قَد بَنى ** عَلَيكُم خِباءَ اللُؤمِ ضَربَةَ لازِمِ)
(أَباهِلَ هَل مِن دونِكُم إِن رُدِدتُمُ ** عَبيداً إِلى أَربابِكُم مِن مُخاصِمِ)
(أَباهِلَ ما أَنتُم بِأَوَّلِ مَن رَمى ** إِلَيَّ وَإِن كُنتُم لِئامَ الأَلائِمِ)
(فَإِن تَرجِعوني حَيثُ كُنتُم رَدَدتُمُ ** فَقَد رُدَّ بِالمَهدِيِّ كُلُّ المَظالِمِ)
(وَهَل كُنتُمُ إِلّا عَبيداً نَفَيتُمُ ** مُقَلَّدَةً أَعناقُها بِالخَواتِمِ)
(إِذا أَنتُما يا اِبنَي رَبيعَةَ قُمتُما ** إِلى هُوَّةٍ لا تُرتَقى بِالسَلالِمِ)
(فَإِيّاكُما لا أَدفَعَنَّكُما مَعاً ** إِلى قَعرِها بَعدَ اِعتِراقِ المَلاوِمِ)
(وَإِنَّ هِجاءَ الباهِلِيِّينَ دارِماً ** لَإِحدى الأُمورِ المُنكَراتِ العَظائِمِ)
(وَهَل في مَعَدٍّ مِن كِفاءٍ نَعُدُّهُ ** لَنا غَيرَ بَيتَي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(أَلَسنا أَحَقَّ الناسِ حينَ تَقايَسوا ** إِلى المَجدِ بِالمُستَأثَراتِ الجَسايِمِ)
(وَإِن تَبعَثوني بَعدَ سَبعينَ حِجَّةً ** أَكُن كَعَذابِ النارِ ذاتِ الجَحائِمِ)
(وَإِنَّ هِجائي اِبنَي دُخانٍ وَأَنتُما ** كَأَملَسَ مِن وَقعِ الأَسِنَّةِ سالِمِ)
(فَلَم تَدَعِ الأَيّامُ فَاِستَمِعا الَّتي ** تُصَمُّ وَتُعمي بِالكِبارِ الخَواطِمِ)
(وَقَد عَلِمَت ذُهلا رَبيعَةَ أَنَّكُم ** عَبيدٌ وَكُنتُم أَعبُداً لِلَّهازِمِ)
(فَقَد كُنتُمُ في تَغلِبٍ بِنتِ وائِلٍ ** عَبيداً لَهُم يُعطَونَ خَرجَ الدَراهِمِ)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید