المنشورات

حلفت برب الجاريات إذا جرت

البحر: طويل
قال لمالك بن المنذر ن الجارود يمدحه:
(حَلَفتُ بِرَبِّ الجارِياتِ إِذا جَرَت ** وَحَيثُ دَنَت مِن مَروَةِ البَيتِ زَمزَمُ)
(لَما زادَني مِن خَشيَةٍ إِذ حَبَستَني ** عَلى الخَشيَةِ الأولى الَّتي كُنتَ تَعلَمُ)
(إِذا ذَكَرَت نَفسي يَدَيكَ نَزَت بِها ** كَراسيعُ زالَت وَالقَطيعُ المُحَرَّمُ)
(أَعوذُ بِقَبرٍ فيهِ أَكفانُ مُنذِرٍ ** وَهُنَّ لِأَيدي المُستَجيرينَ مَحرَمُ)
(أَلَم تَرَني نادَيتُ بِالصَوتِ مالِكاً ** لِيَسمَعَ لَمّا غَصَّ بِالريقَةِ الفَمُ)
(سَتَعلَمُ أَنَّ الكاذِبينَ إِذا اِفتَرَوا ** عَلَيَّ إِذا كُرَّ الحَديثُ المُرَجَّمُ)
(بَني مُنذِرٍ لا جارَ مِن قَبرِ مِنذِرٍ ** أَعَزَّ بِجارٍ حينَ يَدعو وَأَسلَمُ)
(فَهَل يُخرِجَنّي مُنذِرٌ مِن مُخَيِّسٍ ** وَعُذرٌ بِهِ لي صَوتُهُ يَتَكَلَّمُ)
(أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى كِلَيهِما ** بَني مالِكٍ أَوفى جِوارَن وَأَكرَمُ)
(مِنَ الحارِثِ المُنجي عِياضَ اِبنَ دَيهَثٍ ** فَرَدَّ أَبو لَيلى لَهُ وَهوَ أَظلَمُ)
(وَما كانَ جاراً غَيرَ دَلوٍ تَعَلَّقَت ** بِعِقدِ رِشاءٍ عَقدُهُ لا يُجَذَّمُ)
(فَرَدَّ أَخا عَمروِ اِبنِ سَعدٍ بِذَودِهِ ** جَميعاً وَهُنَّ المَغنَمُ المُتَقَسَّمُ)
(فَمَن يَكُ جارَ اِبنِ المُعَلّى فَقَد عَلا ** عَلى الناسِ لا يَخشى وَلا يَتَهَضَّمُ)
(وَأَيُّ أَبٍ بَعدَ المُعَلّى وَمُنذِرٍ ** وَبِشرٍ يُنادى لِلَّتي هِيَ أَفقَمُ)
(هُمُ النَفَرُ الكافونَ بَيعَةَ ما جَنَت ** بِهِم يُرأَبُ الصَدعُ المُفَرَّقُ وَالدَمُ)
(وَكَيفَ بِمَن خَمسونَ قَيداً وَحَلقَةً ** عَلَيهِ مَعَ اللَيلِ الَّذي هُوَ أَدهَمُ)
(أَبيتُ أُقاسي اللَيلَ وَالقَومُ مِنهُمُ ** مَعي ساهِرٌ لي لا يَنامُ وَنُوَّمُ)
(وَلَو أَنَّها صُمُّ الجِبالِ تَحَمَّلَت ** كَما حَمَلَت رِجلايَ كادَت تُحَطَّمُ)
(أَمالِكُ إِن أَخرُج بِكَفَّيكَ صالِحاً ** تَكُن مِثلُ ذي نُعمى لِمَن كانَ يُنعِمُ)
(فَلَو أَنَّ ضَيفَ البارِقَينِ وَلَعلَعٍ ** مَكانِكَ مِنّي نازِلٌ حينَ يَضغَمُ)
(كَأَنَّ شِهابَي قابِسٍ تَحتَ جَبهَةٍ ** لَهُ مِن صِلابِ الرَعنِ بَل هُوَ أَجهَمُ)
(لَكانَ فُؤادي مِنهُ أَيسَرَ خَشيَةً ** وَأَوثَقَ مِنّي لِلمَنِيَّةِ مُسلَمُ)
(إِذا كَشَرَت أَنيابُهُ عَن أَسِنَّةٍ ** لَهُ بَينَ لَحيَي مُلجَمٍ لا يُثَلَّمُ)
(لَهُ اِبنانِ لا يَنفَكُّ يَجري إِلَيهِما ** بِأَوصالِ مَعفورٍ بِهِ يَتَقَرَّمُ)
(وَأَوَّلُ ما ذاقا لَدُن فَطَمَتهُما ** دَمٌ وَبَنانٌ مِن صَريعٍ وَمِعصَمُ)
(نَقولُ لِأَوصالِ الرِجالِ إِلَيهِما ** وَما لَهُما إِلّا مِنَ القَومِ مَطعَمُ)
(وَلَم تَرَ مَخضوبَينِ أَجرَأَ مِنهُما ** أَباً وَيَدَي أُمٍّ لَهُ حينَ تَفطِمُ)
(وَعَلَّمَني مَشيَ المُقَيَّدِ خالِدٌ ** وَما كُنتُ أَدنى خَطوِهِ أَتَعَلَّمُ)
(أَقولُ لِرِجلَيَّ اللَتَينِ عَلَيهِما ** عُرىً وَحَديدٌ يَحبِسُ الخَطوَ أَبهَمُ)
(أَما في بَني الجارودِ مِن رائِحٍ لَنا ** كَما راحَ دُفّاعُ الفُراتِ المُثَلَّمُ)
(وَمَن يَطَّلِب سَعيَ المُعَلّى يَجِد لَهُ ** صَعوداً عَلى كَفَّيهِ مَن يَتَجَثَّمُ)
(مَساعِيَ كانَت لِلمُعَلّى نَمى بِها ** إِلى المَجدِ حَتّى أَدرَكَ الشَمسَ سُلَّمُ)
(فَثِنتانِ مَجدُ الجاهِلِيَّةِ فيهِمُ ** وَهُم قَبلَ هَذا الناسِ لِلَّهِ أَسلَموا)
(تُعَدُّ بُيوتٌ في قَبائِلِ أَهلِها ** وَبَيتاكُمُ مِن كُلِّ بَيتَينِ أَظَمُ)
(عَسى اللَهُ أَن يَرتاحَ لي فَيَكُفَّني ** بِرَحمَةِ مَن هُو مِن أَبي هُوَ أَرحَمُ)
(أَعوذُ بِبِشرٍ وَالمُعَلّى وَمُنذِرٍ ** سِماكانِ كانا ذو سِلاحٍ وَمُرزِمِ)
(وَثالِثُهُنَّ المُهتَدى بِبَياضِهِ ** إِلى الخَيرِ في لَيلٍ وَساريهِ مُظلِمُ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید