المنشورات

أعيني ما بعد ابن موسى ذخيرة

البحر: طويل
يرثي محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، وكانت أخته عائشة عند عبد الملك بن مروان، فاستعمله على سجستان، فمر بالحجاج، فخدعه وقال له: إن قتلت شبيًا حظيت بها، وكان شبيب بالأهواز، فواقعه نقتله شبيب، وكان شبيب بيته.
(أَعَينَيَّ ما بَعدَ اِبنِ موسى ذَخيرَةٌ ** فَجودا إِذا أَنفَدتُما الماءَ بِالدَمِ)
(وَهيجا إِذا نامَ الخَلِيُّ وَأَسعِدا ** عَلَيهِ بِنَوحٍ مِنكُما كُلَّ مَأتَمِ)
(وَما لَكُما لا تَبكِيانِ وَقَد بَكَت ** لَهُ كُلُّ عَينٍ مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ)
(فَأَيُّ فَتىً بَعدَ اِبنِ موسى نُعِدُّهُ ** لِيَومِ لِقاءٍ أَو حَمالَةِ مَغرَمِ)
(فَتىً بَينَ صِدّيقِ النَبِيِّ فُروعُهُ ** وَطَلحَةَ مَحمودِ الخَلائِقِ خِضرِمِ)
(وَلَو شاءَ إِذ وَلّى الكَتائِبُ حَولَهُ ** تَعالى عَلى باقي العُلالَةِ مِرجَمِ)
(وَلَكِن رَأى أَنَّ الحَياةَ ذَميمَةٌ ** وَأَنَّ المَنايا تَرتَقي كُلَّ سُلَّمِ)
(وَأَنَّ فِرارَ المُسلِمينَ خَزايَةٌ ** وَأُحدوثَةٌ تَنمي إِلى كُلِّ مَوسِمِ)
(وَعِندَ اِبنِ موسى السالِمِيَّ كَأَنَّهُ ** عَتيقٌ بِكَفَّي قانِصٍ مُتَقَرِّمِ)
(وَلاحِقَةُ الآطالِ جُردٌ مُتونُها ** تَبُذُّ هَواديها يَدَي كُلِّ مُلجِمِ)
(عَناجيجُ مِن آلِ الصَريحِ كَأَنَّما ** يَخَلنَ اِلتِهابَ الشَدِّ أَسلابَ مَغنَمِ)
(فَقالَ لِمَن يَرجو الإِيابَ اِستَغِث بِها ** وَكَرَّ كَمَخضوبِ الذِراعَينِ ضَيغَمِ)
(بِسَيفِ أَبي بَكرٍ وَطَلحَةَ يَختَلي ** بِهِ حَلَقَ الماذِيِّ عَن كُلِّ مِعصَمِ)
(فَقُل لِعِتاقِ الخَيلِ تَمنَع ظُهورَها ** فَقَد غيلَ عَنها مَن يَقولُ لَها اِقدِمِ)
(عَلى غَمَراتِ المَوتِ تَشكو عِتاقُها ** إِذا ساوَرَت وَقعَ القَنا وَالتَحَمحُمِ)
(يَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادُ بِمِثلِها ** إِذا غَيَّرَ السيما بِهِ كُلُّ مُعلَمِ)
(فَقَد نَقَضَ الأَيّامُ بَعدَ مُحَمَّدٍ ** عَلى القَومِ مِن مِرّاتِهِم كُلَّ مُبرَمِ)















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید