المنشورات

ليت أمير المؤمنين

البحر: طويل
يمدح هشام بن عبد الملك
(وَمُطروفَةِ العَينَينِ قَد قُدتُ لِلصِبا ** تُقادُ إِلى أُخرى لَذيذٍ شَميمُها)
(وَكَيفَ بِعَيني وَالَّتي طُرِفَت بِها ** لَها حينَ أَلقاها يَموتُ سُجومُها)
(وَدَوِّيَّةٌ ناءٍ مِنَ الخِمسِ مائُها ** تَقَمَّسُ في طافي السَرابِ أَرومُها)
(وَلَيلَةِ أَسرابٍ نُزولٍ مِنَ القَطا ** يُثارُ بِأَلحي المُرقِلاتِ جُثومُها)
(أَثَرتُ بِها جونَ القَطا حينَ عَسكَرَت ** عَلى الأَرضِ دَيجورٌ تَداعى خُصومُها)
(كَأَنَّ حَديثَ الدارِجاتِ مِنَ القَطا ** تَراطِنُ أَنباطٍ تَلاقَت وَرومُها)
(بِمُستَأنِسٍ بِالقَفرِ فَردٍ تَقاذَفَت ** عَلى الأَرضِ دَيموماتُها وَحُزومُها)
(كَأَنَّ رِجالَ الداعِرِيَّةِ تَحتَها ** قِلاصُ نَعامٍ يَنتَحيها ظَليمُها)
(وَلَيلَةِ لَيلٍ لِلمَهاري طَويلَةٍ ** وَأَيّامُها اللاتي طِوالٌ حُسومُها)
(أَقَمتُ بِها أَعناقَ غيدٍ كَأَنَّها ** سُكارى تُفَدّى تارَةً وَتَلومُها)
(وَسَوداءَ مِن لَيلِ التَمامِ اِعتَسَفتُها ** إِلى أَن تَجَلّى عَن بَياضٍ هُدومُها)
(كَأَنَّ بِها مَوصولَتَينِ طَعَنتُها ** بِأَعناقِ أَطلاحٍ دَوامٍ كُلومُها)
(أَقَمتُ لَها أَعناقَ لازِقَةِ الذُرى ** إِلى أَن تَجَلّى بِالبَياضِ بَهيمُها)
(وَما جُشَّمُ الأَظهارَ مِثلُ شِمِلَّةٍ ** وَحامِلَةٍ لِلهَمِّ ماضٍ صَريمُها)
(تَخَوَّنَها تَهجيرُ كُلِّ وَديقَةٍ ** إِلى أَن أَتَت مُخَّ السُلامى شُحومُها)
(وَهاجِرَةٍ كَلَّفتُ نَفسي وَناقَتي ** مِنَ المُنضِجاتِ اللَحمِ نَيّاً سُمومُها)
(فَهُنَّ شِفاءُ الهَمِّ إِذ جاءَ طارِقاً ** لَدى البَدَواتِ المُسمَهِرِّ عَزيمُها)
(وَحَمراءُ مِن لَيلِ الشِتاءِ قَتَلتُها ** مِنَ القَرِّ يَأبى كَلبُها لا يُريحُها)
(يَعَضُّ عَلى النارِ الَّذينَ يَلونَها ** إِذا كانَ ثَوبَ الكَلبِ مِنها جَحيمُها)
(جَعَلتُ لِحافَ القَرِّ لِلمُبتَغي القِرى ** بِضَربَةِ ساقٍ قَد أُفِرَّ صَميمُها)
(أَنَخنا ثَلاثاً تَحتَ ضامِنَةِ القِرى ** مِنَ الغَليِ يَسمو بِالمُحالِ هَزيمُها)
(فَلَيتَ أَميرِ المُؤمِنينَ قَدِ اِنتَهَت ** إِلَيهِ مِنَ الصُهبِ المَهاري رَسيمُها)
(عَلَيها اِمرُؤٌ لا يَنقُضُ اللَيلُ عَزمَهُ ** وَلا يُدرِكُ الحاجاتِ إِلّا حَميمُها)
(بِذِعلِبَةٍ ما مَسَّ إِلّا مُناخُها ** لِنِصفِ صَلاةٍ وَهيَ دامٍ رَثيمُها)
(لَها الأَرضُ إِلّا أَربَعٌ ثَفِناتُها ** إِذا اللَيلَةُ السَوداءُ ناداهُ بومُها)
(وَلا يَقتُلُ اللَيلَ المُبَيَّتَ هَمُّهُ ** مِنَ الصُهبِ بِالرُكبانِ إِلّا كُتومُها)
(وَلَيلَةِ لَيلٍ قَد حَمَلتُ ثَقيلَها ** عَلى رَحلِ مِذعانٍ بَطيءٍ سُؤومُها)
(خَبَطتُ بِها الظَلماءَ حَتّى أَضائَها ** عَمودُ ضِياءٍ بِالبَياضِ يَضيمُها)
(وَلَيلَةِ لَيلٍ مُرجَحِنٍّ ظَلامُها ** سَواءٌ عَلَينا طَلقُها وَغُيومُها)
(كَأَنَّ بِها الأَيّامَ وَاللَيلَ وَصِّلا ** وَظَلماءَ مُسوَدٌّ عَلَيها بَهيمُها)
(إِذا ما رَجَونا ضَوأَها اِعتَكَرَت لَها ** شَآمِيَّةُ الأَلوانِ ضَوءٌ بَريمُها)
(فَذَلِكَ مِن لَيلِ الطِوالِ إِذا اِلتَقَت ** عَلَينا بِهِ ظَلمائُهُ وَعُتومُها)
(إِذا قُلتُ لِلحُرّاسِ هَل لَيلَتي دَنَت ** مِنَ الصُبحِ أَو كانَت جُنوحاً نُجومُها)
(يَقولونَ ما يَنزِلنَ إِلّا تَنَزُّلاً ** بَطيئاً وَمُسوَدّاً عَلَينا أَديمُها)
(فَلَيتَ مَكانَ الأَربَعينَ الَّتي لَها ** بِساقَيَّ آثارٌ مِبينٌ وَشومُها)
(أَخا نَجدَةٍ عِندي أَخوهُ فَجَعتُهُ ** بِهِ وَالمَنايا جانِياتٌ حُتومُها)
(فَنازَلَني بِالسَيفِ عَنهُ وَدونَهُ ** مَعَ السَيفِ حِضبُ الأَرضِ بادٍ شَكيمُها)















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید