المنشورات

إليك سبقت ابني فزارة

البحر: طويل
قال في يزيد بن عمر بن هبيرة وفي أبيه عمر ويمدح يزيد بن عبدالملك:
(إِلَيكَ سَبَقتُ اِبنَي فَزارَةَ بَعدَما ** أَرادَ ثَوايَ في حِلاقِ الأَداهِمِ)
(فَقُلتُ أَلَيسَ اللَهُ قَبلَكُما الَّذي ** كَفاني زِياداً ذا العُرى وَالشَكائِمِ)
(سَبَقتُ إِلى مَروانَ حَتّى أَتَيتُهُ ** بِساقَيَّ سَعياً مِن حِذارِ الجَرائِمِ)
(فَكُنتُ كَأَنّي إِذ أَنَختُ فِنائَهُ ** عَلى الهَضبَةِ الخَلقاءِ ذاتِ المَخازِمِ)
(تَزَلُّ مِنَ الأَروى إِذا ما تَصَعَّدَت ** إِلَيها لِتَلقاها ظُلوفُ القَوائِمِ)
(بِها تَمنَعُ البيضَ الأُنوقَ وَدونَها ** نَفانِفُ لَيسَ تُرتَقى بِالسَلالِمِ)
(وَجَدتُ لَكَ البَطحاءُ لَمّا تَوارَثَت ** قُرَيشٌ تُراثَ الأَطيَبينَ الأَكارِمِ)
(وَإِنَّ لَكُم عيصاً أَلَفَّ غُصونُهُ ** لَهُ ظِلُّ بَيتي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(فَكَم لَكَ مِن ساقٍ وَدَلوٍ سَجيلَةٍ ** إِلَيكَ لَها الحَوماتُ ذاتُ القَماقِمِ)
(فَلَو كانَ مِن أَولادِ دارِمَ مَلأَكٌ ** حَمَلتَ جَناحَي مَأَكٍ غَيرَ سائِمِ)
(مِنَ الحَمدِ وَالتَسبيحِ لِلَّهِ ما جَرَت ** إِلى الغَورِ أَدراجَ النُجومِ التَوائِمِ)
(وَلَو كانَ بَعدَ المُصطَفى مِن عِبادِهِ ** نَبِيٌّ لَهُم مِنهُم لِأَمرِ العَزائِمِ)
(لَكُنتَ الَّذي يَختارُهُ اللَهُ بَعدَهُ ** لِحَملِ الأَماناتِ الثِقالِ العَظائِمِ)
(لَكُم أَبطَحاها الأَعظَمانِ وَسَيلُها ** لَكُم حينَ يَرمي مَوجُها بِالعَلاجِمِ)
(تُراثُ أَبي العاصي لُؤَيِّ اِبنِ غالِبٍ ** عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ)
(وَرِثتُم خَليلَ اللَهِ كُلَّ خِزانَةً ** وَكُلَّ كِتابٍ بِالنُبُوَّةِ قائِمِ)
(بِحُكمِ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ ** بِما في ثَرى سَبعٍ مِنَ الأَرضِ عالِمِ)
(أَرى كُلَّ حَيٍّ حَيُّكُم فاضِلٌ لَهُ ** وَأَمواتُكُم خَيرُ الشُعوبِ الأَقادِمِ)
(إِلَيكَ وَطِئنا الثَلجَ يَنثُرُ فَوقَنا ** وَنَكباءُ تَلقانا بُرودَ الشَبائِمِ)
(مُشَمِّرَةً بَينَ الصَبا وَشِمالِها ** تَجُرُّ نَواحيها رُؤوسَ المَخارِمِ)
(لَنَلقاكَ وَاللاقيكَ يَعلَمُ أَنَّهُ ** سَيَأخُذُ إِن أَعطَيتَهُ حَبلَ عاصِمِ)
(وَحَبلُكَ حَبلُ اللَهِ مَن يَعتَصِم بِهِ ** إِذا نالَهُ يَأخُذ بِهِ حَبلَ سالِمِ)
(أَبوكَ أَبو العاصي وَحَربٌ كِلاهُما ** أَبو الخُلَفاءِ المُصطَفَينَ الأَكارِمِ)
(إِذا هُنَّ بَلَّغنَ الرِجالَ فَقُيِّدَت ** إِذا حُلَّ عَنها بِالسُيوفِ الصَوارِمِ)
(إِلى مُنتَهى الحاجاتِ لَيسَ وَرائَهُ ** وَلا دونَهُ لِلراقِصاتِ الرَواثِمِ)
(مُناخٌ لِأَهلِ الأَرضِ يَجمَعُ بَينَهُم ** لِمُطَّلِبي الحاجاتِ غُبرُ المَخارِمِ)
(أُنِخنَ إِلى خَيرِ البَرِيَّةِ ضُمَّراً ** دَوامِيَ مِن أَصلابِها وَالمَناسِمِ)
(سَيُدنيكُمُ التَأويبُ مِن خَيرِ مَن مَشى ** إِلَيهِ وَجَرّى بِالسُرى كُلَّ نائِمِ)
(وَشَهباءُ مِهيافٌ شَديدٌ ضَريرُها ** تَحُلُّ بِراميها عُقودَ التَمائِمِ)















مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید