المنشورات

كنت غيث السماء

البحر: طويل
يمدح هشامًا وهو محبوس
(رَأَيتُ سَماءَ اللَهِ وَالأَرضِ أَلقَتا ** بِأَيديهِما لِاِبنِ المُلوكِ القَماقِمِ)
(وَكُنتَ لَنا غَيثَ السَماءِ الَّذي بِهِ ** حَيِينا وَأَحيا الناسَ بَعدَ البَهائِمِ)
(وَما لَكَ أَلّا تَملَءُ الأَرضَ رَحمَةً ** وَأَنتَ اِبنُ مَروانَ الهُمامِ وَهاشِمِ)
(فَما قُمتَ حَتّى هَمَّ مَن كانَ مُسلِماً ** لِيَلبِسَ مُسوَدّاً ثِيابَ الأَعاجِمِ)
(لَقَد ضاقَ ذَرعي بِالحَياةِ وَقَطَّعَت ** حَوامِلُهُ عَضَّ الحَديدِ الأَوازِمِ)
(رَأَيتُ بَني مَروانَ إِذ شَمَّرَت بِهِم ** مِنَ الحَربِ حَدباءُ القَرا غَيرُ رائِمِ)
(لَهُم حَجَرٌ لِلدينِ يَرمونَ مَن رَمَوا ** بِهِ دَمَغَت أَيديهِمُ كُلَّ ظالِمِ)
(هِشامٌ أَمينُ اللَهِ في الأَرضِ وَالَّذي ** بِهِ تَمنَعُ الأَيّامُ ذاتَ المَحارِمِ)
(بِهِ عَمَدُ الدينِ اِستَقَلَّت وَأَثبَتَت ** عَلى كُلِّ ذي طَودَينِ لِلدينِ قائِمِ)
(وَسُلَّت سُيوفُ الحَربِ وَاِنشَقَّتِ العَصا ** وَهَزَّ القَنا وُردُ الأُسودِ القَشاعِمِ)
(وَقَد جَعَلَت لِلدينِ في المَرجِ بِالقَنا ** لِمَروانَ أَيّامٌ عِظامُ المَلاحِمِ)
(وَما الناسُ لَولا آلُ مَروانَ مِنهُمُ ** إِمامُ الهُدى وَالضارِباتُ الجَماجِمِ)
(وَما بَينَ أَيدي آلِ مَروانَ بِالقَنا ** وَبَينَ المَوالي ناكِثاً مِن تَزاحُمِ)
(رَأَيتُ بَني مَروانَ سُلَّت سُيوفُهُم ** عَشاً كانَ في الأَبصارِ تَحتَ العَمائِمِ)
(رَأَيتُ بَني مَروانَ عَنهُ تَوارَثوا ** رَواسِيَ مُلكٍ راسِياتِ الدَعائِمِ)
(عَصا الدينِ وَالعودَينِ وَالخاتَمَ الَّذي ** بِهِ اللَهُ يُعطي مُلكَهُ كُلَّ قائِمِ)
(وَكُنتَ لِأَمرِ المُسلِمينَ وَدينِهُم ** لَدُن حَيثُ تَمشي عَن حُجورِ الفَواطِمِ)
(يَقولُ ذَوُو العِلمِ الَّذينَ تَكَلَّموا ** بِهِ عَن رَسولِ اللَهِ مِن كُلِّ عالَمِ)
(وَلَو أُرسِلَ الروحُ الأَمينُ إِلى اِمرِئٍ ** سِوى الأَنبِياءِ المُصطَفَينَ الأَكارِمِ)
(إِذاً لَأَتَت كَفَّي هِشامٍ رِسالَةٌ ** مِنَ اللَهِ فيها مُنزَلاتُ العَواصِمِ)
(وَلَو كانَ حَيٌّ خالِداً أَو مُمَلَّكٌ ** لَكانَ هِشامَ اِبنَ المُلوكِ الخَضارِمِ)
(إِلَيكَ تَعَرَّقنا الذُرى بِرِحالِنا ** وَأَفنَت مَناقيها بُطونُ المَناسِمِ)
(فَأَصبَحنَ كَالهِندِيِّ شَقَّ جُفونَهُ ** دَوالِقَ أَعناقِ السُيوفِ الصَوارِمِ)
(وَما تَرَكَ الصُوّانُ وَالحَبسُ وَالسُرى ** لَها مِن نِعالِ الجِلدِ غَيرَ الشَراذِمِ)
(لَهُنَّ تَثَنٍّ في الأَزِمَّةِ وَالبُرى ** إِذا وَلَجَ اليَعفورُ حامي السَمائِمِ)
(تَرى العيسَ يَكرَهنَ الحَصى أَن يَطَأنَهُ ** إِذا الجَمرُ مِن حامٍ مِنَ الشَمسِ جاهِمِ)
(يُرِدنَ الَّذي لا تُبتَغى مِن وَرائِهِ ** وَلا دونَهُ الحاجاتُ ذاتُ الصَرائِمِ)
(وَلَيسَ إِلَيهِ المُنتَهى في نَجاحِها ** وَفي طَرَفَيها لِلقِلاصِ الرَواسِمِ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید