المنشورات

ود جرير اللؤم لو كان عانيًا

البحر: طويل
يهجو جريرًا ويعرض بالبعيث
(وَدَّ جَريرُ اللُؤمِ لَو كانَ عانِياً ** وَلَم يَدنُ مِن زَأرِ الأُسودِ الضَراغِمِ)
(فَإِن كُنتُما قَد هِجتُماني عَلَيكُما ** فَلا تَجزَعا وَاِستَسمِعا لِلمُراجِمِ)
(لَمِردى حُروبٍ مِن لَدُن شَدَّ أَزرَهُ ** مُحامٍ عَنِ الأَحسابِ صَعبِ المَظالِمِ)
(غَموسٍ إِلى الغاياتِ يُلفى عَزيمُهُ ** إِذا سَإِمَت أَقرانُهُ غَيرَ سائِمِ)
(تَسورُ بِهِ عِندَ المَكارِمِ دارِمٌ ** إِلى غايَةِ المُستَصعَباتِ الشَداقِمِ)
(رَأَتنا مَعَدٌّ يَومَ شالَت قُرومُها ** قِياماً عَلى أَقتارِ إِحدى العَظائِمِ)
(رَأَونا أَحَقَّ اِبنَي نِزارٍ وَغَيرِهِم ** بِإِصلاحِ صَدعٍ بَينَهُم مُتَفاقِمِ)
(حَقَنّا دِماءَ المُسلِمينَ فَأَصبَحَت ** لَنا نِعمَةٌ يُثنى بِها في المَواسِمِ)
(عَشِيَّةَ أَعطَتنا عُمانَ أُمورَها ** وَقُدنا مَعَدّاً عَنوَةً بِالخَزائِمِ)
(وَمِنّا الَّذي أَعطى يَدَيهِ رَهينَةً ** لِغارَي مَعَدٍّ يَومَ ضَربِ الجَماجِمِ)
(كَفى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ عَلى اِبنِها ** وَهُنَّ قِيامٌ رافِعاتُ المَعاصِمِ)
(عَشِيَّةَ سالَالمِربَدانِ كِلاهُما ** عَجاجَةَ مَوتٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ)
(هُنالِكَ لَو تَبغي كُلَيباً وَجَدتَها ** بِمَنزِلَةِ القِردانِ تَحتَ المَناسِمِ)
(وَما تَجعَلُ الظِربى القِصارَ أُنوفُها ** إِلى الطِمِّ مِن مَوجِ البِحارِ الخَضارِمِ)
(لَهاميمُ لا يَسطيعُ أَحمالَ مِثلِهِم ** أَنوحٌ وَلا جاذٍ قَصيرُ القَوائِمِ)
(يَقولُ كِرامَ الناسِ إِذ جَدَّ جِدُّنا ** وَبَيَّنَ عَن أَحسابِنا كُلُّ عالِمِ)
(عَلامَ تَعَنّى يا جَريرُ وَلَم تَجِد ** كُلَيباً لَها عادِيَّةٌ في المَكارِمِ)
(وَلَستُ وَإِن فَقَّأتَ عَينَيكَ واجِداً ** أَباً لَكَ إِذ عُدَّ المَساعي كَدارِمِ)
(هُوَ الشَيخُ وَاِبنَ الشَيخِ لا شَيخَ مِثلَهُ ** أَبو كُلُّ ذي بَيتٍ رَفيعِ الدَعائِمِ)
(تَعَنّى مِنَ المَرّوتِ يَرجو أَرومَتي ** جَريرٌ عَلى أُمِّ الجِحاشِ التَوائِمِ)
(وَنِحياكَ بِالمَرّوتِ أَهوَنُ ضَيعَةً ** وَجَحشاكَ مِن ذي المَأزِقِ المُتَلاحِمِ)
(فَلَو كُنتَ ذا عَقلٍ تَبَيَّنتَ أَنَّما ** تَصولُ بِأَيدي الأَعجَزينَ الأَلائِمِ)
(نَماني بَنو سَعدِ اِبنِ ضَبَّةَ فَاِنتَسِب ** إِلى مِثلِهِم أَخوالِ هاجٍ مُراجِمِ)
(وَضَبَّةُ أَخوالي هُمُ الهامَةُ الَّتي ** بِها مُضَرٌ دَمّاغَةٌ لِلجَماجِمِ)
(وَهَل مِثلُنا يا اِبنَ المَراغَةِ إِذ دَعا ** إِلى البَأسِ داعٍ أَو عِظامِ المَلاحِمِ)
(فَما مِن مَعَدِّيٍّ كِفاءً تَعُدُّهُ ** لَنا غَيرَ بَيتَي عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ)
(وَما لَكَ مِن دَلوٍ تُواضِخُني بِها ** وَلا مُعلِمٍ حامٍ عَنِ الحَيِّ صارِمِ)
(وَعِندَ رَسولِ اللَهِ قامَ اِبنُ حابِسٍ ** بِخُطَّةِ سَوّارٍ إِلى المَجدِ حازِمِ)
(لَهُ أَطلَقَ الأَسرى الَّتي في حِبالِهِ ** مُغَلَّلَةً أَعناقُها في الأَداهِمِ)
(كَفى أُمَّهاتِ الخائِفينَ عَلَيهِمُ ** غَلاءَ المَفادي أَو سِهامَ المُساهِمِ)
(فَإِنَّكَ وَالقَومَ الَّذينَ ذَكَرتَهُم ** رَبيعَةَ أَهلِ المُقرَباتِ الصَلادِمِ)
(بَناتَ اِبنِ حَلّابٍ يَرُحنَ عَلَيهِمُ ** إِلى أَجَمِ الغابِ الطِوالِ الغَواشِمِ)
(فَلا وَأَبيكَ الكَلبِ ما مِن مَخافَةٍ ** إِلى الشَأمِ أَدّوا خالِداً لَم يُسالِمِ)
(وَلَكِن ثَوى فيهِم عَزيزاً مَكانُهُ ** عَلى أَنفِ راضٍ مِن مَعَدٍّ وَراغِمِ)
(وَما سَيَّرَت جاراً لَها مِن مَخافَةٍ ** إِذا حَلَّ مِن بَكرٍ رُؤوسَ الغَلاصِمِ)
(بِأَيِّ رِشاءٍ يا جَريرُ وَماتِحٍ ** تَدَلَّيتَ في حَوماتِ تِلكَ القَماقِمِ)
(وَما لَكَ بَيتُ الزِبرِقانِ وَظِلُّهُ ** وَما لَكَ بَيتٌ عِندَ قَيسِ اِبنِ عاصِمِ)
(وَلَكِن بَدا لِلذُلِّ رَأسُكَ قاعِداً ** بِقَرقَرَةٍ بَينَ الجِداءِ التَوائِمِ)
(تَلوذُ بِأَحقَي نَهشَلٍ مِن مُجاشِعٍ ** عِياذَ ذَليلٍ عارِفٍ لِلمَظالِمِ)
(وَلا نَقتُلُ الأَسرى وَلَكِن نَفُكُّهُم ** إِذا أَثقَلَ الأَعناقَ حَملُ المَغارِمِ)
(فَهَل ضَربَةُ الرومِيِّ جاعِلَةٌ لَكُم ** أَباً عَن كُلَيبٍ أَو أَباً مِثلَ دارِمِ)
(فَإِنَّكَ كَلبٌ مِن كُلَيبٍ لِكَلبَةً ** غَذَتكَ كُلَيبٌ في خَبيثِ المَطاعِمِ)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید