المنشورات

غدوت وقد أزمعت وثبة واجدٍ

البحر: طويل
كان رجل من بني السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة قتل ابن عم له، فلما أراد أن يفاديه قال: يا غالباه! يا فرزدقاه! فخرج الفرزدق، فعرض عليهم الدية فأبوا، وقالوا: والله ما تملك غير إزارك فكيف تضمنك؟ فقال: هذا لبطة رهنًا في أيديكم، فأبوا، فقال:
(غَدَوتُ وَقَد أَزمَعتُ وَثبَةَ ماجِدٍ ** لِأَفدِيَ بِاِبني مِن رَدى المَوتِ خالِيا)
(غُلامٌ أَبوهُ المُستَجارُ بِقَبرِهِ ** وَصَعصَعَةُ الفَكّاكُ مَن كانَ عانِيا)
(وَكُنتَ اِبنَ أَشياخٍ يُجيرونَ مَن جَنى ** وَيُحيُونَ بِالغَيثِ العِظامَ البَوالِيا)
(يُداوُونَ بِالأَحلامِ وَالجَهلِ مِنهُمُ ** وَيُؤسى بِهِمصَدعُ الَّذي كانَ واهِيا)
(رَهَنتُ بَني السيدِ الأَشائِمِ موفِياً ** بِمَقتولِهِم عِندَ المُفاداةِ غالِيا)
(وَقُلتُ أَشِطّوا يا بَني السيدِ حُكمَكُم ** عَلَيَّ فَإِنّي لا يَضيقُ ذِراعِيا)
(إِذا خُيِّرَ السيدِيُّ بَينَ غَوايَةٍ ** وَرُشدٍ أَتى السيدِيُّ ما كانَ غاوِيا)
(وَلَو أَنَّني أَعطَيتُ ما ضَمَّ واسِطٌ ** أَبى قَدَرُ اللَهِ الَّذي كانَ ماضِيا)
(وَلَمّا دَعاني وَهوَ يَرسُفُ لَم أَكُن ** بَطيئاً عَنِ الداعي وَلا مُتَوانِيا)
(شَدَدتُ عَلى نِصفَي إِزاري وَرُبَّما ** شَدَدتُ لِأَحداثِ الأُمورِ إِزارِيا)
(دَعاني وَحَدُّ السَيفِ قَد كانَ فَوقَهُ ** فَأَعطَيتُ مِنهُ اِبنَي جَميعاً وَمالِيا)
(وَلَم أَرَ مِثلي إِذ يُنادى اِبنُ غالِبٍ ** مُجيباً وَلا مِثلَ المُنادي مُنادِيا)
(فَما كانَ ذَنبي في المَنِيَّةِ إِن عَصَت ** وَلَم أَتَّرِك شَيئاً عَزيزاً وَرائِيا)













مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید