المنشورات

بأي أب يا ابن المراغة تبتغي

البحر: طويل
أول قصيدة هجا بها جريرًا والبعيث
(أَلَم تَرَ أَنّي يَومَ جَوَّ سُوَيقَةٍ ** بَكَيتُ فَنادَتني هُنَيدَةُ مالِيا)
(فَقُلتُ لَها إِنَّ البُكاءَ لَراحَةٌ ** بِهِ يَشتَفي مَن ظَنَّ أَن لا تَلاقِيا)
(قِفي وَدِّعينا يا هُنَيدُ فَإِنَّني ** أَرى الحَيَّ قَد شاموا العَقيقَ اليَمانِيا)
(قَعيدَكُما اللَهَ الَّذي أَنتُما لَهُ ** أَلَم تَسمَعا بِالبَيضَتَينِ المُنادِيا)
(حَبيباً دَعا وَالرَملُ بَيني وَبَينَهُ ** فَأَسمَعَني سَقياً لِذَلِكَ داعِيا)
(فَكانَ جَوابي أَن بَكَيتُ صَبابَةً ** وَفَدَّيتُ مَن لَو يَستَطيعُ فَدانِيا)
(إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ أَسبَلَ مِنهُما ** إِلى أَن تَغيبَ الشِعرَيانِ بُكائِيا)
(لِذِكرى حَبيبٍ لَم أَزَل مُذ هَجَرتُهُ ** أَعُدُّ لَهُ بَعدَ اللَيالي لَيالِيا)
(أَراني إِذا فارَقتُ هِنداً كَأَنَّني ** دَوى سَنَةٍ مِمّا اِلتَقى في فُؤادِيا)
(فَإِن يَدعُني بِاِسمي البَعيثُ فَلَم يَجِد ** لَئيماً كَفى في الحَربِ ما كانَ جانِيا)
(وَما أَنتَ مِنّا غَيرَ أَنَّكَ تَدَّعي ** إِلى آلِ قُرطٍ بَعدَما شِبتَ عانِيا)
(تَكونُ مَعَ الأَدنى إِذا كُنتَ آمِناً ** وَأُدعى إِذا غَمَّ الغُثاءُ التَراقِيا)
(عَجِبتُ لِحَينِ اِبنِ المَراغَةِ أَن رَأى ** لَهُ غَنَماً أَهدى إِلَيَّ القَوافِيا)
(وَهَل كانَ فيما قَد مَضى مِن شَبيبَتي ** لَهُ رُخصَةٌ عِندي فَيَرجو ذَكائِيا)
(أَلَم أَكُ قَد راهَنتُ حَتّى عَلِمتُمُ ** رِهاني وَخَلَّت لي مَعَدٌّ عَنانِيا)
(وَما حَمَلَت أُمُّ اِمرِئٍ في ضُلوعِها ** أَعَقَّ مِنَ الجاني عَلَيها هِجائِيا)
(وَأَنتَ بِوادي الكَلبِ لا أَنتَ ظاعِنٌ ** وَلا واجِدٌ يا اِبنَ المَراغَةِ بانِيا)
(إِذا العَنزُ بالَت فيهِ كادَت تُسيلُهُ ** عَلَيكَ وَتَنفي أَن تَحُلَّ الرَوابِيا)
(عَلَيكُم بِتَربيقِ البِهامِ فَإِنَّكُم ** بِأَحسابِكُم لَن تَستَطيعوا رِهانِيا)
(بِأَيِّ أَبٍ يا اِبنَ المَراغَةِ تَبتَغي ** رِهاني إِلى غاياتِ عَمّي وَخالِيا)
(هَلِمَّ أَباً كَاِبنَي عِقالٍ تَعُدُّهُ ** وَواديهِما يا اِبنَ المَراغَةِ وادِيا)
(تَجِد فَرعَهُ عِندَ السَماءِ وَدارِمٌ ** مِنَ المَجدِ مِنهُ أَترَعَت لي الجَوابِيا)
(بَنى لي بِهِ الشَيخانِ مِن آلِ دارِمٍ ** بِناءً يُرى عِندَ المَجَرَّةِ عالِيا)











مصادر و المراجع :

١- ديوان الفرزدق

المؤلف: أبي فراس همّام بن غالب بن صعصعة ابن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم، ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وضخامته.

(38 هـ - 658 م) (110 هـ - 728 م)

شرحه وضبطه وقدّم له: الأستاذ علي فاعور

الناشر: دار الكتب العلمية

بيروت - لبنان

الطبعة: الأولى (1407 هـ - 1987 م)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید