المنشورات

إن تدخل من الباب تهتد

وكان رجل من بني الحرث بن الحزرج لقي رجلاً من الأوس خارجًا من بئر أريس من عند ظئر له ومع الخزرجي نبل له فرماه الخزرجي فقتله فلما بلغ قومه قتل صاحبهم خرجوا إلى الذي قتل صاحبهم ليلا فقتلوه بياتا وكان لا يقتل رجل في داره ولا في نخله فرأت الخزرج مقتل صاحبهم فقالوا والله ما قتل صاحبنا إلا الأوس فخرجوا وخرجت الأوس فالتقوا بالسرارة فاقتتلوا بها أربعًا حتى نال كل فريق من صاحبه فقال قيس بن الخطيم في ذلك.
البحر: طويل
عنوان القصيدة: إن تدخل من الباب تهتد

تروحْ منَ الحسناء أمْ أنتَ مغتدي،
وكيفّ انطلاقُ عاشقٍ لمْ يزودِ

تَرَاءتْ لَنا يَوْمَ الرَّحيلِ بمُقْلَتيْ
غَرِيرٍ بمُلْتَفٍّ مِن السِّدْرِ مُفْرَدِ

وجيدٍ كجيدِ الرثمِ صافٍ، يزينهُ
توقدُ ياقوتٍ، وفصلُ زبرجدِ
كأنَّ الثُّرَيّا فَوْقَ ثُغْرَة ِ نَحْرِها
توقدُ، في الظلماءِ، أيَّ توقدِ

لها حائطانِ المَوتُ أسْفَلَ مِنْهُما
وجمعٌ متى يصرخْ بيثربَ يصعدِ

ترى اللابة َ السوداءَ يحمرُّ لونها،

لعَمْري لَقدْ حالَفْتُ ذُبْيانَ كُلَّها
وعبساً على ما في الأديمِ الممددِ

وأقبلتُ منْ أرضِ الحجازِ بحلبة ٍ
تَغُمُّ الفَضاءَ كالقَطا المُتَبَدِّدِ

تحملتُ ما كانتْ مزينة ُ تشتكي
منَ الظلمِ في الأحلافِ حملَ التغمدِ

أرَى كثْرَة َ المَعْرُوفِ يورِثُ أهْلَهُ
وسَوَّدَ عَصْرُ السَّوْءِ غَيْرَ المُسَوَّدِ
إذا المرءُ لمْ يفضلْ، ولم يلقَ نجدة ً
معَ القَومِ فَلْيَقْعُدْ بِصُغْرٍ ويَبعَدِ

وإنّي لأغْنى النّاسِ عَنْ مُتكلِّفٍ
يَرَى النّاسَ ضُلاَّلاً وليس بمُهْتدي

كَثِيرِ المُنى بالزَّاد، لا خَيْرَ عِندَهُ
إذا جاعَ يوماً يَشْتَكِيهِ ضُحى الغدِ

نشا غمراً، بوراً، شقياً، ملعناً،
ألَدَّ كأنَّ رأسَهُ رأسُ أصْيَدِ

وَذي شيمَةٍ عَسْراءَ تَسْخَطُ شيمتي
أقولُ له: دَعْني ونفْسَكَ أرْشِدِ

فما المالُ والأخلاقُ إلاَّ مُعَارَةٌ
فما اسْطَعْتَ من مَعْرُوفها فتَزوَّدِ

مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحقَّ يأبَهُ
وإنْ قُدْتَ بالحقّ الرَّواسيَ تَنْقَدِ

مَتى ما أتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بابهِ
ضَلِلْتَ وإنْ تَدخُلْ من الباب تهتدِ

فَمَنْ مُبْلِغٌ عنّي شَرِيدَ بنَ جابرٍ
رَسولاً إذا ما جاءهُ وابنَ مَرْثَدِ

فأقْسَمْتُ لا أُعْطي يَزِيدَ رَهِينَةً
سِوَى السّيْفِ حتى لا تَنُوء له يدي
فلا يُبْعِدَنْكَ اللّهُ عبدَ بن نافذٍ
ومَنْ يَعْلُهُ رُكْنٌ من التُّرْبِ يَبعَدِ

فأجابه حسان:
البحر: طويل
عنوان القصيدة: أطوي على الماء القراح

لَعَمْرُ أبيكِ الخَيْرِ، يا شعْثَ، ما نبا
عليّ لساني، في الخطوبِ، ولا يدي

لِساني وَسَيفي صارِمانِ كِلاهُما،
ويبلغُ ما لا يبلغُ السيفُ مذودي

وإنْ أكُ ذا مالٍ قليلٍأجدْ به،
وإن يُهتصرْ عودي على الجُهد يُحمَدِ

فلا المالُ ينسيني حيائي وعفتي،
ولا واقعاتُ الدهرِ يفللنَ مبردي

أُكَثِّرُ أهْلي مِنْ عِيَالٍ سِوَاهُمُ،
وأطوي على الماءِ القراحِ المبردِ

وَإنّي لَمُعْطٍ ما وَجَدْتُ، وَقَائِلٌ،
لمُوقِدِ نَاري ليْلَة َ الرّيحِ: أوْقِدِ

وإنّي لَقَوّالٌ لذي البَثّ مَرْحباً،
وأهْلاً، إذا ما جاء منْ غيرِ مَرْصَدِ
وإني ليدعوني الندى، فأجيبهُ،
وأضربُ بيضَ العارضِ المتوقدِ

وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ،
وإني لتراكٌ لما لمْ أعودِ

وَإنّي لَمِزْجاءُ المَطِيّ عَلى الوَجى،
وإني لتراكُ الفراشِ الممهدِ

وأعملُ ذاتَ اللوثِ، حتى أردها،
إذا حُلّ عنها رَحْلُها لمْ تُقَيَّدِ

أُكَلّفُها أنْ تُدلِجَ الليْلَ كُلَّهُ
تَرُوحُ إلى بابِ ابنِ سلمى، وَتغتدي

وألفيتهُ بحراً كثيراً فضولهُ،
جواداً متى يذكرْ لهُ الخيرُ يزددِ

فلا تَعْجَلَنْ يا قَيسُ وَارْبعْ، فإنّما
قُصَارَاكَ أنْ تُلْقَى بِكُلّ مُهنّدِ

حُسَامٍ، وَأرْماحٍ بأيْدي أعِزّة ٍ،
مَتى تَرَهُمْ يا بْنَ الخَطيمِ تَبلَّدِ

لُيُوثٍ لَها الأشْبَالُ تَحْمي عَرِينَها،
مَدَاعِيسُ بالخَطّيّ في كلّ مَشهدِ
فقد ذاقتِ الأوسُ القتالَ وطردتْ،
وأنتَ لدى الكناتِ في كلّ مطردِ

فَناغِ لدَى الأبْوَابِ حُوراً نَواعماً،
وكَحّلْ مآقِيكَ الحِسانَ بِإثْمِدِ

نفتكمْ عنِ العلياءِ أمٌّ لئيمة ٌ،
وزندٌ متى تقدحْ بهِ النارُ يصلدِ














مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید