المنشورات

أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ

أبيت وقلت لابد منه فقال ذاك إلى عميك فقلت لهما بحق الملك إلا قدمتماني عليكما فقالا قد فعلنا فقال عمرو بن الحارث هات يا ابن الفريعة فأنشأت:
البحر: كامل

أسَألتَ رَسْمَ الدّارِ أمْ لَمْ تَسْألِ
بينَ الجوابي، فالبُضَيعِ، فحَوْمَلِ

فالمرجِ، مرجِ الصفرينِ، فجاسمٍ،
فَدِيَارِ سلْمى، دُرَّساً لم تُحلَلِ

دمنٌ تعاقبها الرياحُ دوارسٌ،
والمدجناتُ من السماكِ الأعزلِ

دار لقوم قد أراهم مرة
فوقَ الأعزة ِ عزهمْ لمْ ينقلِ
لله دَرُّ عِصَابَة ٍ نادَمْتُهُمْ،
يوْماً بجِلّقَ في الزّمانِ الأوَّلِ

يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها،
مشيَ الجمالِ إلى الجمالِ البزلِ

الضّارِبُون الكَبْش يبرُقُ بيْضُهُ،
ضَرْباً يَطِيحُ لَهُ بَنانُ المَفْصِلِ

والخالِطُونَ فَقِيرَهمْ بِغنيّهِمْ،
والمُنْعِمُونَ على الضّعيفِ المُرْمِلِ

أوْلادُ جَفْنَة َ حوْلَ قبرِ أبِيهِمُ،
قبْرِ ابْنِ مارِيَة َ الكريمِ، المُفضِلِ

يُغشَوْنَ، حتى ما تهِرُّ كلابُهُمْ،
لا يسألونَ عنِ اليوادِ المقبلِ

يسقونَ منْ وردَ البريصَ عليهمِ
بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحِيقِ السَّلسَلِ

يسقونَ درياقَ الرحيقِ، ولمْ تكنْ
تُدْعى ولائِدُهُمْ لنَقفِ الحَنْظَلِ

بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَة ٌ أحسابُهُمْ،
شُمُّ الأنوفِ، من الطّرَازِ الأوّلِ

فَلَبِثْتُ أزْماناً طِوَالاً فِيهِمُ،
ثمّ ادّكَرْتُ كأنّني لمْ أفْعَلِ

إمّا تَرَيْ رأسي تَغَيّرَ لَوْنُهُ
شَمَطاً فأصْبَحَ كالثَّغامِ المُحْوِلِ
ولَقَدْ يَرَاني مُوعِدِيَّ كأنّني
في قَصْرِ دومَة َ، أوْ سَواءَ الهيْكلِ

ولقد شربتُ الخمرَ في حانوتها،
ضهباءَ، صافية ً، كطعمِ الفلفلِ

يسعى عليَّ بكأسها متنطفٌ،
فيعلني منها، ولوْ لم أنهلِ

إنّ الّتي نَاوَلْتَني فَرَدَدْتُها
قُتِلَتْ، قُتِلْتَ، فهاتِها لم تُقتَلِ

كِلْتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فَعَاطِني
بِزُجاجَة ٍ أرْخاهُما للمِفْصَلِ

بِزُجاجَة ٍ رَقَصَتْ بما في قَعْرِها،
رَقَصَ القَلوصِ براكبٍ مُستعجِلِ

نسبي أصيلٌ في الكرامِ، ومذودي
تَكْوي مَوَاسِمُهُ جُنوبَ المصْطَلي

وَلَقَدْ تُقلّدُنا العَشِيرَة ُ أمْرَها،
ونَسُودُ يوْمَ النّائبَاتِ، ونَعتَلي

ويسودُ سيدنا جحاجحَ سادة ً،
ويصيبُ قائلنا سواءَ المفصلِ

ونحاولُ الأمرَ المهمَّ خطابهُ
فِيهِمْ، ونَفصِلُ كلَّ أمرِ مُعضِل

وتزورُ أبوابَ الملوكِ ركابنا،
ومتى نحكمْ في البرية ِ نعدلِ

وَفَتًى يُحِبُّ الحَمدَ يجعَلُ مالَهُ
من دونِ والدهِ، وإنْ لم يسألِ
باكرتُ لذتهُ، وما ماطلتها،
بِزُجاجَة ٍ مِنْ خَيْرِ كرْمٍ أهْدَلِ














مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید