المنشورات

لم ينسني بالشام

وكان لما تنصر جبله بن الأيهم الغساني كما مر حديث ذلك في قافية الراء بعث إلى حسان رضي الله عنه بصلة عظيمة مع رجل ليدفعها إليه لما بلغه من ذلك الرجل أنه صار مضرور البصر كبير السن فلما قدم الرجل على عمر رضي الله عنه فسأله عن هرقل وجبلة فقص عليه القصة من أولها إلى آخرها، فقال أو رأيت جبلة يشرب الخمر قال: نعم قال أبعده الله تعجل فانية اشتراها بباقية فما ربحت تجارته فهل سرح معك شيئًا قال سرح إلى حسان خمسمائة دينار وخمسة أثواب ديباج قال هاتها وبعث إلى حسان فأقبل يقوده قائد حتى دنا فسلم وقال يا أمير المؤمنين إني لأجد أرواح آل جفنة. فقال عمر رضي الله عنه: قد نزع الله تبارك وتعالى لك منه على رغم أنفه وأتاك بمعونة فأخذها وأنصرف وهو يقول:
البحر: كامل
إنّ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ بَقِيَّة ِ مَعْشَرٍ
لم يَغْذُهُمْ آباؤهُمْ باللُّومِ
لمْ ينسني بالشامِ، إذْ هوَ رَبُّها،
كلا ولا منتصراً بالرومِ

يعطي الجزيلَ، ولا يراهُ عنده
إلا كبعضِ عطية ِ المذمومِ

وأتيْتُهُ يوْماً، فَقرّبَ مجْلِسي،
وَسَقى فَرَوّاني منَ الخُرْطُومِ











مصادر و المراجع :

١- ديوان حسان بن ثابت

المؤلف: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد (المتوفى: 54 هـ)

شرحه وكتب هوامشه وقدم له: الأستاذ عبدأ مهنا

الناشر: دار الكتب العلمية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید