المنشورات

ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا

ألا ترحمُ الأشياخَ لمّا تأوّدوا،
يقولون: قد كنّا الغَرانقةَ المُرْدا

ترَدّوْا بخُضرٍ من حديدٍ، وأقبلوا
على الخيل تَردي، وهي من فوقها تردى

وجاؤوا بها سَوْمَ الجَرادِ، مُغيرةً،
يقودونَ، للموتِ، المطهَّمةَ الجُرْدا

ترى الهِمَّ لا شيءٌ، سوى الأكل، همَّه،
لهُ جسدٌ ما اسطاعَ حَرّاً ولا بردا

يُقِلُّ العصا، مستثقلَ الطِّمرِ، بعدما
علا فرساً، واجتابَ ماذِيّةً سردا

ولا تترُكُ الأيّامُ مَردًى لظبيةٍ
من الأُدْم، تختارُ الكِباثَ ولا المَردا

ولم يُلفِ منها فاردُ القُمْرِ مَخلَصاً،
وقد بلغتْ أحداثُها القَمرَ الفردا

وجدْنا دُرَيداً، من هوازنَ، لم يجدْ
صروفَ اللّيالي، حين تأكُلهُ، دُردا

رعَتْ قبلُ نبتاً جدَّ عدنانَ، واعترت
إياداً، فأبلتْ منْ قبائلها بُردا

يخوَّفُ، بالذئبِ، المسنُّ، وقد مضى
له زمنٌ، لا يرْهبُ الأسَدَ الوَرْدا

نزَلنا بدارٍ كالضّيوفِ، ولم نُرِدْ
بَراحاً لها، حتى أجدّتْ لنا طردا













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید