المنشورات

نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت

نادى حَشا الأمّ بالطفل الذي اشتملت
عليه: ويحكَ لا تظهرْ ومُتْ كَمَدا!

فإنْ خرجتَ إلى الدّنيا لقِيتَ أذىً
من الحوادث، بَلْهَ القيظَ والجَمَدا

وما تَخَلّصُ يوماً من مكارِهِها،
وأنتَ لا بدّ فيها بالغَ أمَدا

ورُبّ مثلِكَ وافاها على صِغَرٍ،
حتى أسَنّ، فلم يُحمَدْ ولا حَمِدا

لا تأمنِ الكفُّ من أيّامها شَلَلاً،
ولا النّواظرُ كفّاً عَنّ، أو رَمَدا

فإنْ أبَيتَ قَبُولَ النّصح مُعتَدياً،
فاصنعْ جميلاً، وراعِ الواحدَ الصّمدا

فسوفَ تلقى بها الآمالَ واسعةً،
إذا أجزْتَ مدًى منها رأيتَ مَدا

وتركبُ اللُّجّ تَبغي أن تُفيدَ غنىً،
وتقطعُ الأرْضَ لا تُلْفي بها ثَمَدا

وإن سَعِدتَ، فما تَنفكُّ في تَعَبٍ،
وإن شقيتَ، فمن للجِسمٍ لو همَدا؟

ثمّ المنايا، فإمّا أن يُقالَ مضى
ذَميمَ فعلٍ، وإمّا كوكَبٌ خَمَدا

والمرءُ نصلُ حُسامٍ، والحياةُ لَهُ
سَلٌّ، وأصوَنُ للهنديّ أن غُمِدا

فلو تكلّمَ ذاكَ الطّفلُ قالَ لهُ:
إليكَ عنّي! فما أُنشئتُ مُعتمِدا!

فكيفَ أحمِلُ عَتْباً؟ إن جرى قدَرٌ
عليّ، أدركَ ذا جِدٍّ ومَن سَمَدا














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید