المنشورات

يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ

يا ليلُ! قد نامَ الشجيُّ، ولم يَنمْ،
جِنحَ الدُّجُنّةِ، نَجمُها المِسهارُ

إن كانتِ الخضراءُ روضاً ناضراً،
فلعلّ زُهرَ نجومِها أزهارُ

والنّاسُ مثلُ النبتِ يُظهرهُ الحيا،
ويكونُ، أوّلَ هُلْكِهِ، الإظهار

ترْعاهُ راعيةٌ، وتهتِكُ بُرْدَهُ
أُخرى، ومنهُ شَقائقٌ وبَهار

ما ميّزَ الأطفالَ في إشباحِها
للعَينِ، حلُّ ولادةٍ، وعِهار

والجهلُ أغلبُ، غيرَ عِلمٍ أنّنا
نفنى، ويبقى الواحدُ القهّار

وكأنّ أبناءَ الذينَ هم الذّرى
أعفاءُ أهلٍ، لا أقولُ مِهار

يا لَيتَ آدَمَ كان طَلّقَ أُمَّهُمْ،
أو كانَ حرّمَها عليه ظِهار

ولدَتْهُمُ، في غيرِ طُهرٍ، عاركاً،
فلذاكَ تُفقَدُ فيهمُ الأطهار

ولديّ سِرٌّ، ليس يمكنُ ذكرُهُ،
يخفى على البصراءِ، وهو نَهار

أما هدًى، فوجدتُهُ، ما بينَنا،
سِرّاً، ولكنّ الضّلالَ جِهار

والرُّزءُ يُبدي، للكريمِ، فضيلةً،
كالمِسكِ تَرفعُ نشرَهُ الأفهار

فازجر عزيزتَكَ المُسِيئةَ، جاهداً،
واستكفِ أن تُتخَيّرَ الأصهار













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید