المنشورات

إذا آمَنَ الإنسانُ باللَّهِ، فليكنْ

إذا آمَنَ الإنسانُ باللَّهِ، فليكنْ
لبيباً، ولا يَخْلِطْ بإيمانِهِ كُفرا

إذا نفَرَتْ نَفسٌ عن الجِسمِ، لم تعُدْ
إليه، فأبعِدْ بالذي فعلَتْ نَفْرا

كأنّ وليداً، ماتَ قبلَ سُقُوطِهِ
على الأرض، ناجٍ من حِبالتهِ طَفرا

تمنّيتُ أني بَينَ رَوضٍ ومَنْهلٍ،
معَ الوَحشِ، لا مِصراً أحُلُّ ولا كَفرا

يقولونَ مَسْكُ الجَفرِ أُودِعَ حكمةً
إذا كُتبَتْ أطراسُها ملأتْ جَفْرا

وغافرةٍ، في نِيقَةٍ، رَضِعَتْ غِنىً،
كَمُغفِرَةٍ، في النِّيقِ، مُرضِعةٍ غَفرا

متى ملأتْ، كَفّيْكَ، دُنياكَ أرسلَتْ
مُلمّاً، يعيد الكفّ، من جودِها، صِفرا

أمِنْ أُمُ دَفرٍ تَبتَغونَ عَطِيّةً،
وقد فرّقَتْ فيهم سُلالَتَها دَفرا

وكم مِن عَفِيرِ الوجهِ بين أديمها،
وقد كان يرْمي قبلَها الأُدْمَ والعُفرا

غدوتُ مع الأحياءِ، مُذْ حانَ مولدي
إلى اليومِ، ما ننفكُّ، في دأَبٍ، سَفرا

ورَبُّكَ عمَّ الوَهدَ، بالرّزق، والرُّبَا،
وأمطَرَ بالموتِ العمائرَ والقَفرا

وإن حبّبَ اللَّهُ الحُسامَ إلى امرىءٍ،
حَباهُ بهِ، في كلّ مَفرَغةٍ، خَفرا

وصيّرَ جَفناً جَفنَهُ، وغِرارَهُ
غِراراً لعينَيهِ، وشَفرتَه شُفْرا

وقد ضفَرتْ، فَرْعاً، كريمةُ مَعشرٍ،
فما حَلّ إلاّ الغاسلاتُ له ضَفْرا

دنا نيرُها من كفّها لتَعَبّدِ،
وألقَتْ دنانيراً براحتِها صُفرا

إذا هَجَرَتْ زِيرَينِ: زِيرَ أوانسٍ،
وزِيرَ غِناءٍ، فهي راجيَةٌ عَفْرا

وردْنا، بلا وَفْرٍ، ديارَ حَياتِنا،
ونترُكُ فيها، يومَ نرتحلُ، الوَفرا

ولو لم يقدِّرْ خالقُ اللّيثِ فَرْسَه
لِمَطعَمهِ، لم يُعطهِ النّابَ والظُّفرا

تطولُ اللّيالي والزّمانُ، وتنبري
حوادثُ لا تُبقي، على ظهرها، شَفرا

ولا ريبَ في مَهوى الرفيع إلى الثّرى،
ولو انّه جارى السّماكينِ والغَفْرا

ولو أنّ أبراجَ السّماءِ بُروجُه،
لَبُدّلَ منها، غيرَ ممتنعٍ، جَفرا

عجبتُ لرقٍّ ضُمّنَ المَينَ، بعدما
تخَيّرَه قَوْمٌ، لتَوراتِهم، سِفرا

كما وَسَقَ، الرّاحَ، السّقاءُ، وربّما
يُضاهي مَزاداً، من مشاربهم، وُفرا














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید