المنشورات

ما يفتأ المرءُ، والأبرادُ يُخلِقُها

ما يفتأ المرءُ، والأبرادُ يُخلِقُها
باللُّبْس، عصراً، إلى أن يَلبَس الكِبرَا

وذاكَ بُرْدٌ، إذا ما اجتابَهُ رجلٌ،
ألغَى الحُبورَ، وألقى بالفمِ الحَبرا

يا ساكني الأرضِ! كم ركبٍ سألتُهمُ
بما فعلتمْ، فلمْ أعرفْ لكم خَبرا

زالتْ خُطوبٌ، فلم تُذكَرْ شدائدُها،
والعَوْدُ يَنسى، إذا ما أُعفيَ، الدَّبَرا

ولن تصيبوا، من الدّنيا، سوَى صَبَرٍ،
حتى تكونوا، على أحداثها، صُبُرا

وحبُّها، وهي، مذْ كانتْ، مُحبَّبةٌ،
أقامَ داوُدُ يتلُو، ليلَهُ، الزُّبُرا

دنياكُمُ لكمُ، دوني، حكمتُ، بها،
حُكمَ ابنِ عَجلان يجنيها الذي أبَرا

أما رأيتَ فقيهَ المِصرِ أقبَلَ مِن
دَفن الصّديق، فلم يُوعَظْ بمن قبرا؟

أنت ابن وقتك، والماضي حديثُ كرًى،
ولا حلاوَةَ للباقي الذي غبَرا

ويَعبُرُ الحيُّ بالخالي، فيَعبَرُهُ،
وكم رأى ذاتَ ألوانٍ، فما اعتَبرا












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید