المنشورات

ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها

ما للنّعائِمِ لا تَمَلُّ نِفارَها؛
والشُّهْبُ تألَفُ سيرَها وسِفارَها

والطّبعُ يخفُرُ ذمّةً من ناسِكٍ؛
والعَقلُ يكرَهُ، جاهداً، إخفارَها

تَلَتِ النّصارى، في الصّوامع، كتبَها
ويهودُ تقرأ، بالقوى، أسفارها

ليسَ المَعاشرُ، سبّدتْ هاماتِها،
كمَعاشرٍ أمسَتْ تُجِمُّ وِفارَها

وأعُدُّ قصّ الظّفرِ شيمَةَ ناسكٍ،
والهندُ، بعدُ، مُطيلَةٌ أظفارها

مِلَلٌ غدَتْ فِرَقاً، وكلُّ شريعَةٍ
تُبدي، لِمُضْمَرِ غيرِها، إكفارَها

والرّملَةُ البيضاءُ غودِرَ أهلُها،
بعدَ الرَّفاغةِ، يأكلونَ قفارَها

والعُرْبُ خالفتِ الحضارةَ، وانتقتْ
سُكنى الفلاةِ، ورُعلَها وصُفارَها

كانت إماؤهُمُ زوافِرَ مَوْرِدٍ،
فالآنَ أثقَلَ نَضرُها أزفارها

أهِلَتْ بها الأمصارُ، فهيَ ضواربٌ
عَمَدَ الممالِكِ، لا تريدُ قِفارَها

لم يَبقَ إلاّ أن تؤمّ جيادُهُمْ
رَمَحاً، لتقطَعَ رَملَها وجِفارَها

عتروا الفوارِسَ بالصّوارِمِ والقَنا،
والمَلْكُ في مصرٍ يُعَتِّرُ فارَها

جعلوا الشّفارَ هوادِياً لتَنوفَةٍ
مَرهاءَ، تُكحَلُ بالدّجى أشفارُها

تَكبُو زِنادُ القادِحينَ، وعامرٌ،
بالشامِ، تقدَحُ مَرْخَها وعَفارها

وإذا الذّنوبُ طَمتْ، فأخلِص توبةً
للَّهِ، يُلْفَ بفضلِهِ غفّارها













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید