المنشورات

سألتْ مُنَجّمَها عن الطّفلِ الذي

سألتْ مُنَجّمَها عن الطّفلِ الذي
في المهدِ: كم هو عائِشٌ من دهرِهِ؟

فأجابَها: مائةً، ليأخذَ دِرهماً،
وأتَى الحِمامُ وليدَها في شهرِه

قُلِبَ الزّمانُ، فرُبّ خَوْدٍ تَبتَغي
زَوجاً، وتبذُلُ غالياً من مَهرِه

إنْ كانتِ امرأةُ الفتى في طُهرِها،
فلَعَلّهُ لم يَغشَها في طُهره

كَرِهَ الجهولُ بناتِه، وسليلُهُ
أجنى، لِما يَغتالُهُ، مِن صِهره

أعْدى عدوٍّ لابنِ آدَمَ، خِلتُهُ،
ولدٌ يكونُ خُرُوجُه من ظَهره

وسَفاهَةُ الإنسانِ موهِمَةٌ لَهُ
بَذَّ القَوارحِ، في الرّهانِ، بمُهرِه

وعِقابُ والدِكَ الرّؤوفِ تحدّبٌ،
ويُشَقُّ أنفُ الطِّرْفِ خَشيةَ بُهرِه

أتُسِرُّ شيبَكَ عن جليسِكَ، ضِلّةً،
والشّيبُ ليسَ بعاجِزٍ عَن جَهرِه

كم سائِلٍ وافَى، ودارَكَ سائِلٌ
نَهرَ الغنى، فيها، فعادَ بنَهرِه

والغَمرُ، إن لم تَهدِه شمسُ الضّحى،
لم يَهدِهِ جِنْحُ الظّلامِ بزُهْره

فاضربْ يَتيمَكَ طالباً تأديبَهُ،
ما عدَّ ذلك راشدٌ من قَهره

والسّعدُ يُثني المُستَضامَ كغالبٍ
سَهَكَ الجبالَ، من الأنامِ، بفِهرِه

والنّحسُ يَعتادُ البَصيرَ ولبَّهُ،
حتى يُقيمَ عِشاءَهُ في ظُهرِه












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید