المنشورات

أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟

أنَوارُ تُحسَبُ من سَنا الأنوارِ؟
ومِن البَوارِ مَهاً عرَضْنَ بواري

بِيضٌ دَوارٍ للقُلوبِ، كأنّها
عِينٌ بدَوّارٍ وعِينُ دَوارِ

هذي أَواريُّ المَنازِلِ ما دَرتْ
أنّى أُواري، في حشايَ، أُواري

أمّا فَواري المَينِ عنكَ، فصادَفَتْ
سَمعاً، وأمّا الوَجدُ منكَ فواري

وإذا الحَواريّاتُ صِدْنَكَ، فابتكِر،
مثلَ الحواريّاتِ، إثرَ حُوار

يَرْأمْنَ سَقباً في الرّواحِ، وإنّما
تَبني على حَوَرٍ وحُسن حِوار

يَلعَبنَ بالزّوّارِ لِعْبَ قَوامِرٍ،
وإذا بلَغْنَ رِضاً، فهنّ ذواري

مثلُ الصُّوارِ، إذا شَمَمتَ صُوارَها،
فشجونُ قلبِكَ، للهمومِ، صَواري

فاجعَلْ سِوارَيْ غادَةٍ وبُراهُما،
لبُرى غوادٍ، في الرّكابِ، سَواري

يُرْقِلْنَ في خَلَقِ الشِّوارِ، وفوقَها
أخلاقُ إنسٍ، للقبيح، شَواري

لا تَشكُونّ، فَفي الشّكايَةِ ذِلّةٌ،
ولتُعْرَضنّ الخَيلُ بالمِشوار

آلَيتُ ما مَنَعَ الخُوارُ أوابِداً
في هَضبِ شابَةَ، والنّقا الخَوّار

رِيعَ اللّبيبُ من المَشيبِ، لأنّهُ
ما زالَ يُؤذَنُ بانتِقالِ جِوارِ

ما أبأس الحَيوانَ، ليسَ لنابتٍ
أسَفٌ بما يَبْدُو من النُّوّار

وكأنّ مَنْ سَكَنَ الفِناءَ متى غَدا
للقَبرِ، لم يَنزلْ لهُ بطَوار

تلكَ النّسورُ من الوُكُورِ طَوائرٌ،
ومَقادِرٌ منْ فَوْقِهنّ طواري

إنّ العَواريّ استُردّ جميعُها،
فالرّاحُ منها، والجُسومُ عَواري

أشباحُ ناسٍ في الزّمانِ، يُرى لها،
مثلَ الحَبابِ، تَظاهرٌ وتواري

يُخلَطْنَ فيه بغيرِهنّ، فما مضى
غيرُ الذي يأتي، وهُنّ جَواري

أعيَا سِوارُ الدّهرِ كلَّ مُساوِرٍ؛
ورَمَى الخليلَ بأسْهُمِ الأُسوار

فاحذَرْ، وإن بعُدَتْ غَزاتُك في العدى،
قَدَراً أغارَ على أبي المِغوار

زجَرَتْ، قواريَها، الزّواجرُ بالضّحى،
والحادِثاتُ منَ الحِمامِ قواري

لو فكّرَتْ طُلُبُ الغِنى في ذاهبِ الأ
كوارِ، ما قعَدَتْ على الأكوار

والنّدبُ في حُكمِ الهِدانِ، وذو الصِّبا
كأخي النُّهَى، والذِّمْرُ كالعُوّار

ويُقالُ إنّ مَدَى اللّيالي جاعلٌ
جَبلاً، أقامَ كزاخرٍ مَوّارِ

جَرتِ القَضايا في الأنامِ، وأُمضِيَتْ
صُدُقاً، بأسوارٍ ولا أسْوار













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید