المنشورات

لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً

لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً،
فكم سقَتكَ على مرّ الزّمانِ مَقِرْ

إنّ المشَقَّرَ لم تُخلِد ممالكَهُ،
شُقرٌ تقادُ، ولا مسحوبةٌ كشَقِرْ

وإنّما هذه الدّنيا لَنا تلفٌ،
إذا الفَقيرُ تصدّى لليَسارِ فَقِرْ

فأذْرِ دمعَك، إنْ جُهّالُها ابتَسَموا
من جَهلِهم، وإذا خفّ الأنامُ فقِر

واهْربْ من النّاس، ما في قربهم شرَفٌ؛
إنّ الفَنيقَ إذا دانَى الأنيسَ عُقِر

والصّقُر يَلبَسُ، إن طال المدى، هرَماً،
حتى إذا مرّ بينَ الهاتِفاتِ تَفِر

لو عاشَتِ الشمسُ فينا أُلبِستْ ظُلَماً،
أو حاوَلَ البَدْرُ منّا حاجةً لحَقِر

ولدْتِ يا أُمُّ طفلاً شبّ في عنَتٍ،
فليتَ كشْحَكِ، عن ذاك الجنين، بُقِرْ

لتَستريحا، فكم عانَى أذى قَرَسٍ،
عندَ الشّتاءِ، ولاقَى وَغرَةً، فصُقِر

فلا تُقِرّ بمَجدٍ لامرىءٍ أبداً،
إنْ كنتَ، باللَّهِ ربّ النيّراتِ، تُقِرّ














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید