المنشورات

لَعَمْري! لقد طالَ هذا السّفَرْ

لَعَمْري! لقد طالَ هذا السّفَرْ
عليّ، وأصبَحتُ أحْدُو النّفَرْ

أأخرُجُ من تحتِ هذي السّماءِ؟
فكيفَ الإباقُ، وأينَ المَفَرّ؟

وكم عشتُ من سنةٍ، في الزّمانِ،
وجاوَزْتُ من رَجَبٍ، أو صَفَرْ

وما جُعِلَتْ، لأُسودِ العَرين،
أظافيرُ، إلاّ ابتغاءَ الظَّفَر

لَحا اللَّهُ قَوماً، إذا جِئتَهُم
بصدْقِ الأحاديثِ، قالوا: كفَر

وإنْ غُفِرَتْ مُوبِقاتُ الذُّنوبِ،
فكلُّ مصائِبِهِمْ تُغتَفَر

ورُوحُ الفتى أشبَهَتْ طائِراً
أُطيرَ، فما عادَ لمّا نَفَر

هَنيئاً لجسمي، إذا ما استَقَرّ،
وصارَ لعُنْصُرِهِ في العَفَر

ولَستُ أُبالي، إذا ما بُلِيتُ،
مَن وَطِىءَ القَبرَ، أو مَن حَفَر

تحجُّبُ دُنياكَ عن طالِبٍ،
وليسَ تحجّبُها مِن خَفَر












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید