المنشورات

أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ

أرى الشّهْدَ يرْجعُ مثلَ الصّبِرْ؛
فَما لابنِ آدَمَ لا يَعْتَبرْ؟

وخَبّرَهُ صادِقٌ بالحَديثِ،
فإنْ شَكّ، في ذاكَ، فليختَبر

وجَبْرٌ وكَسْرٌ له في الزّمانِ،
ويُكسَرُ يَوماً فَلا يَنجَبِر

فلا تُبرِ في مأثَمٍ ناقَةً،
فرَبُّكَ إمّا يُعاقِبْ يُبِرْ

وكلُّ الأنامِ هجينُ الفَعالِ،
فأينَ يُصابُ الجَوادُ المُبِر؟

ونَفسَكَ عُقّ بتركِ السّـ
ـرورِ، فإنّ عُقوقَك للنّفسِ بِر

سألنا المَعاشرَ عنْ خَيرِهم،
فقالوا، بغَيرِ اكتراثٍ: قُبِر

فقلنا: وكيفَ أتاهُ الحِمامُ،
عاجَلَهُ بَغتَةً أمْ صَبِرْ؟

فقالوا: تَمادى بهِ وَقتُهُ،
وأدرَكَهُ الموتُ لمّا كَبِر

وغادَرَ، في أهلِه، ثرْوَةً،
ومالاً أُذيعَ، ونَخلاً أُبِر

فلا يُسقِطِ الدّمعَ سِقْطُ اللّوى؛
ولا تَدّكِرْ حَبرَةً في حَبِر

ولكِنّني أستَعينُ المَليكَ،
وإن يأتِني حادِثٌ أصطَبِر

ودُنيايَ ألقَى بطولِ الهوانِ،
وهَل هيَ إلاّ كجسرٍ عُبِر؟













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید