المنشورات

المَشيداتُ، التي رُفعتْ

المَشيداتُ، التي رُفعتْ،
أرْبُعٌ من أهلِها دُرُسُ

قامَ للأيّام، في أُذُنْي،
واعظٌ من شأنِهِ الخرَس

أخلقتْ، جسمَ الفتى، جُددٌ،
ذاتُ خُلقٍ، لينُهُ شَرَس

فشتاءٌ، بعدَهُ وَمَدٌ،
ومصيفٌ، إثرهُ قرَس

لُبتُ، حولَ الماءِ، من ظمإ،
إنّ غربي مالَهُ مرَسُ

كم أبَنّ الغابَ من أسَدٍ؛
أيُّ ليثٍ ليسَ يُفترَس

مُهجَتي ضدٌّ يُحارِبُني،
أنا مني كيفَ أحْترس؟

إنّما دُنياكَ غانَيةٌ،
لَمْ يُهنّىء زوجَها، العُرُس

أُمُّ شبلٍ، فوقَها لِبَدٌ،
ظُفْرها، من قتْلنا، وَرِس

فالقَها بالزُّهدِ، مدّرِعاً،
في يَديَكَ السّيفُ والتُّرُس

إنْ دَنا، من فارسٍ، أجلٌ،
حارَ، لايَجري به الفَرَس

كلُّ مَنْ حانَتْ مَنيتُّهُ،
لم يُدافعْ، دُونَهُ، حرَس

ليسَ يَبقَى فَرعُ نابتَةٍ،
أصلُها، في الموتِ، مُغترس

خبّرَتْنِي كلُّ ناطِقَةٍ،
ذاكَ حتى الزّيرُ والجَرَس













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید