المنشورات

يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ

يزورُني القومُ، هذا أرضُهُ يَمَنٌ
من البلادِ، وهذا دارُه الطَّبَسُ

قالوا: سَمِعنا حديثاً عنكَ، قلتُ لهم:
لا يُبعِدُ اللَّهُ إلاّ مَعشَراً لَبَسوا

يَبغُون منيَ مَيناً لستُ أُحسِنُهُ،
فإنْ صَدَقتُ، عرَتهُمْ أوجهٌ عُبُس

أعانَنا اللَّهُ، كُلٌّ في مَعيشَتِهِ
يَلقى العناءَ، فدُرّي فوقَنا دُبَس

ماذا تريدونَ؟ لا مالٌ تيَسّرَ لي
فيستماحُ، ولا علمٌ فيُقتَبَس

أتسألونَ جَهُولاً أن يُفيدَكمُ،
وتحلُبونَ سفيّاً، ضَرعُها يَبَس؟

ما يُعجِبُ النّاسَ إلاّ قولُ مُختدعٍ،
كأنّ قوماً إذا ما شُرّيُوا أُبِسوا

قد أنفَدوا في ضَياعٍ كلّ ما عَمِروا،
فكانَ مثلَ جِلالِ البُدْنِ ما لبسوا

أنا الشقيُّ بأنّي لا أُطيقُ لَكمْ
معونَةً، وصرُوفُ الدّهرِ تَحتَبِس

مَن لليَمانينَ أن يُمْسوا، ونارُهُمُ
شَبيبَةٌ، وسُهَيْلٌ بَينَهمْ قبَس

وللبداويّ أن يُبنى الخِباءُ لهُ
في ضاحكاتٍ، بهنّ العَبْس والعَبَس

كأنّ أسرارَ أقوام، وإن كُتِمَتْ،
أنفاسُ ولهانَ، تُطفَى حينَ تُحتبَس

وحدّثَتْ، عن خبَاياهمْ، وجوهُهُمُ،
فقدْ أتوكَ بنَجواهم، وما نَبسوا

ساعاتُنا كذئابِ الخَتل، إن غَبسَتْ،
في اللَّيلِ، فالذّئبُ في ألوانه الغبَس













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید