المنشورات

إرْفعْ مِجنَّكَ، أو ضَعْ؛ للفتى قَدَرٌ

إرْفعْ مِجنَّكَ، أو ضَعْ؛ للفتى قَدَرٌ،
يُلِمُّ بالنّفسِ دونَ الدّرْعِ والتُّرُسِ

إنّ الرّئاسَةَ والرَّيْسَ، اللّذانِ هما
أصلُ الحُقُودِ، فلا ترْأس ولا ترِس

كم عاذِلٍ جَرْسُهُ في اللّيل فائدَتي
به، كَفائدَةِ الحُرّاسِ بالجرَس

لا تُودعِ السرَّ مِزماراً، فيُعلنه
بجهلهِ، بعد طولِ الصّمتِ والخرَس

فازَ امرُؤٌ باتَتِ الأقدارُ تحرُسُهُ،
وإنْ مَدَدْتَ إلَيهِ كفّ محترِس

أحْسِنْ إلى النّاقةِ الوجناءِ تَبعَثُها،
فيما تَشاءُ، وأكرِمْ عِشرَةَ الفَرَس

واردُدْ عصاكَ عنِ السّوداءِ، ماهنةً،
وارفقْ بعبْدِك في المصطافِ والقرَس

والحيُّ للأرضِ، إن يَهلِكْ فطُعمتُها،
وإن يعش يُحيِ بعضَ الأربُع الدُّرس

أُمٌّ لهُ أكلتهُ، طالما بذَلَتْ
له مآكلَ من زَرْعٍ ومغترس

تمسّكَتْ، بحبالِ العُمرِ، مُهجتُه،
والوَقتُ بالمَرّ يُوهي قوّةَ المرَس

والدّهرُ أنحى على ذي مارنٍ أرِجٍ،
بطيبهِ، وعلى ذي مارِنٍ ورِس

دُنياكَ تُضحي، إذا جادتْ، مذمَّمةً،
أدالتِ الضّأنَ من ليثِ الشرى المرِس

ما زالَ يَفترِسُ الأعناقَ، معتَدياً؛
فالآنَ أصبَحَ فرّاساً كمفترَس

هيَ العَرُوسُ، أبانَتْ عن سَماجَتِها،
فلا يغُرّكَ منها ليلةُ العُرُس

واحذَرْ مَقالَ أُناسٍ كانَ مُنقَبضاً،
يَلقَى العُفاةَ بوَجهِ العابِسِ الشّرِس













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید