المنشورات

أمُذْهبةَ التِّراسِ لردّ كيدٍ

أمُذْهبةَ التِّراسِ لردّ كيدٍ،
صرُوفُ الدّهرِ مُذهبَةُ التِّراسِ

وكيفَ أرومُ، في أدبٍ وفهمٍ،
دِراساً، والمآلُ هُوَ اندراسي!

نَعَم، للعَضْدِ ربّتَني مليكي،
وكانَ بحكمةٍ منهُ اغتراسي

أقامَ المَلْكُ حُرّاساً عليه،
وما تُنفَى الحَوادثُ باحتراس

كأنّا، في السّفائنِ، عائِماتٍ،
وعندَ المَوتِ أُلقيَتِ المَراسي

تَخَلّفَ بعدَنا جيلٌ ونَجمٌ،
فأزهرُ شائمٌ، وأشمُّ راسي

فِرارٌ من مَهاريسِ المَنايا،
بأقدامٍ يَطَأنَ على هَراس

فكَمْ قارنّ من رأسٍ برِجلٍ؛
وكم ألحقْنَ من قَدَمٍ براس

فقُدّمَ من تأخّرَ في العَطايا،
وأُخّرَ مَن تَقَدّمَ في المِراس

فنَحنُ، وما فِراستُنا بمَينٍ،
كلَفظِ الدّارميّ أبي فِراس

إذا أتهمْتَ في أيّامِ قَيْظٍ،
فعدِّ النّاجياتِ إلى قَراس

أذودُ عن الفَرائسِ ضارياتٍ،
وأعلَمُ أنّ غايتَها افتراسي

وقَد يَغْنى ابنُ آدمَ، وهو حُرٌّ،
بلا فَرَسٍ، يُعَدُّ، ولا فَراس

بيثرِبَ حُفرَةٌ خَرِسَتْ، ونادى
مُغَيَّبُها، فأسمَعَ ذا خُراس













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید