المنشورات

رآني، في الكَرَى، رجلٌ كأنّي

رآني، في الكَرَى، رجلٌ كأنّي،
منَ الذّهبِ، اتّخَذتُ غِشاءَ راسي

قَلَنْسُوَةً، خُصِصْتُ بها، نضاراً،
كهُرْمُزَ أو كَمَلْكِ أُولي خُراسِ

فقلتُ مُعَبِّراً: ذهبٌ ذَهابي،
وتلكَ نَباهَةٌ لي في اندِراسي

نَهَيتُكَ أن تَعرّضَ بنتَ قَيلٍ،
تقَيّلُ في الذّوابلِ والتِّراس

كأنّ مَغارسَ اللِّثَتَينِ فَجرٌ،
يُعَلُّ بماءِ عاليةِ الغِراس

كأنّ سَبيئَةً في الرّأسِ، منها،
ببَيتِ فَمٍ سبيئَةُ بيتِ راس

ورُوقٍ، كالهَبا وأقَلُّ، مُلقًى
على شَوكِ القَتادِ، أو الهَراس

تَنَزّلَ كاحتِلابِ الدَّرّ، ضاقَتْ
مَسالكُهُ، فأتعَبَ في المِراس

رَضِيتُ بهِ على مَضَضٍ، لعِلمي
بأنّ فَرائسي تَجني افتراسي

ومنْ لأخيكَ، لو يحدو رِكاباً،
بأفراسٍ يَطأنَ على القَراس؟

أقمتُ، وكانَ بعضُ الحَزمِ، يوماً
لرَكْبِ السُّفنِ أن تُلقي المَراسي

جعَلتُكَ حارسي، فبَغيتَ كيدي،
وهمُّكَ، حينَ أهجَعُ، في احتراسي

كراسي الهَضْبِ طَيشٌ في رجالٍ،
ألَظّوا بالأسرّةِ والكرَاسي













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید