المنشورات

النّفسُ في العالَمِ العلْويّ مَركزُها

النّفسُ في العالَمِ العلْويّ مَركزُها،
وليسَ في الجوّ، للأجسادِ، مُزدرَعُ

تَفرّعَ النّاسُ عن أصلٍ بهِ دَرَنٌ،
فالعالَمونَ، إذا مَيّزْتَهم، شَرَع

والجَدُّ آدمُ، والمَثوى أديمُ ثَرًى،
وإنْ تَخالَفَتِ الأهواءُ والشِّرَعُ

ما ربّةُ التّاجِ والقُرطَينِ ماريَةٌ،
إلا كَماريَةٍ، في إثرِها ذَرَع

وإنّ خَنساءَ، إذ تُزْجي قَصائدَها،
نَظيرُ خَنساءَ، يدعو ظِمئَها الكرَعُ

ما أكثرَ الوَرَعَ المَزؤودَ من جُبُنٍ،
فينا وإن قَلّ، في أشياعِنا، الوَرَع

ولابسُ المِغفَرِ الدّرْعيِّ جاءَ بهِ،
كالسِّيدِ أدرَعَ، في ليلٍ له دُرَع

والعيشُ ماءُ مُزادٍ، راحَ يَحمِلُهُ
طاوي الفَلاةِ، وأنفاسُ الفتى جُرَع

إذا دُعيتُ لأمرٍ عادَني بأذًى،
أوْ رُزْءِ دِينٍ، فإبطائي هوَ السَّرَع

غَدَتْ جُيوشُ المَنايا حَولَ واحدةٍ
من النّفوسٍ، عليها الجيشُ يَقترع

إذا أُبيدَتْ، فما عندي، إذا أُخذتْ،
فَرعٌ يَنوبُ، ولا عَذراءُ تُفترَع

وإنْ حَبانيَ، سعداً، من بهِ ثقتي،
فليَسَ يُنقِصُ حَظّي أنّني ضرَع

تَشابَهَ الإنسُ، إلاّ أن يَشذّ حِجًى،
والطّيرُ شتّى، ومنها الفُتخُ والمُرَع














مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید