المنشورات

الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ

الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ
شَعرٌ يُغَيَّرُ، فهوَ أحمَرُ أزبَقُ

والبَهْمُ يُرْبَقُ، والأنامُ بَهائِمٌ
أبداً تُقَيَّدُ، بالقَضاءِ، وتُرْبَقُ

فَلَكٌ يَدورُ على معاشرَ جَمّةٍ،
وكأنّهُ سِجْنٌ علَيهِمْ مُطبَق

في كلّ حينٍ يَستَهِلُّ، من الأذى،
مطرٌ، يخُصُّ أماكِناً، ويطبِّق

مُهَجٌ تَهارَشُ في الخسيس، وإن غدتْ
كالنّابحاتِ، فكلُّ طَعمٍ خِرْبق

لا تَفرَحَنّ بما بَلَغتَ من العُلا،
وإذا سَبَقتَ، فعنْ قليلٍ تُسبَق

وليَحذَر، الدّعوى، اللّبيبُ، فإنّها،
للفَضْلِ، مَهلَكَةٌ، وخَطبٌ موبق

لو قال بدْرُ التّمّ: إني دِرْهمٌ؛
قالتْ له السّفهاءُ: أنتَ مُزأبق

إيّاكَ والدّنيا، فإنّ لِباسَها
يُبلي الجسومَ، وطيبُها لا يَعبَق

ولها هُمومٌ، بالنّفوسِ لوابقٌ،
وسرورُها، بصدورنا، لا يَلبَق

واللَّهُ خالقُنا لأمرٍ شاءَهُ،
أبَقَ العَبيدُ، وعَبدُهُ لا يأبقُ











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید