المنشورات

إن يُرسِلِ النفسَ في اللذاتِ صاحبُها

إن يُرسِلِ النفسَ في اللذاتِ صاحبُها،
فَما يُخَلّدْنَ صُعلوكاً ولا مَلِكَا

ومَن يُطَهّرْ بخَوْفِ اللَّهِ مُهجَتَهُ،
فذاكَ إنسانُ قومٍ يُشبِهُ المَلَكا

وشارِبُ الخَمرِ يُلفى، من غَوايَتهِ،
كأنّ ماردَ جَنّانٍ به سَلَكا

تُغَيّرُ العَقلَ، حتى يَستَجيزَ به
مدَّ اليَمينِ، لكَيْما تقبِضَ الفَلَكا

تَبيتُ عَنها عديمَ الزّادِ، مُخفِقَهُ،
وقد توهّمتَ أنّ الخافِقَينِ لَكا

عُمرُ الغريزَةِ عشرونَ اقتَفَتْ مائةً؛
هَيهاتَ أيُّ لجامٍ، قلّما ألِكا

وما أُسائِلُ، عن شَخصٍ، لموْلدِهِ
عَشرٌ وتسعون، إلاّ قيلَ قد هَلِكا

تَمسّخَتْ في أُمورٍ، غَيرِ طائلَةٍ،
سُهْدٍ ونَومٍ، ووفّتْ نِصفَها حلَكا

والمرءُ يحرِصُ إمّا ضارباً فَرَساً
إلى المَنونِ، وإمّا راكباً فُلُكا













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید