المنشورات

توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ

توَهّمتُ خَيراً في الزّمانِ وأهلِهِ،
وكانَ خيالاً، لا يَصِحُّ، التوهّمُ

فما النّورُ نوّارٌ، ولا الفجرُ جَدوَلٌ،
ولا الشّمسُ دينارٌ، ولا البدرُ دِرهم

رأيتُكَ لم تحمَدْ من التُّركِ مَعشراً،
لهم عارضٌ بالتَّركِ يَهمي ويُرْهِمُ

ولا الكاسِك المُرْجَينَ في كلِّ مظلمٍ،
رَجا كاسَكَ الحَمراء، والخيلُ تَدهم

وقد يأمرُ اللَّهُ الكهامَ، إذا نَبا،
فيفري، وقد يَنهَى الحُسامَ، فيكهم

وإنّكَ لا باكٍ عليكَ مُهَنّدٌ،
ولا مُظهِرٌ حزناً جوادٌ مُطَهَّم

يُساوي مليكَ الحيِّ صعلوكُ قومِهِ،
وتُسحَا له الأرضُ الزرودُ، فتلهَم

وما يَشعُرُ المدفونُ، يسري حديثُهُ،
فيُنجِدُ في أقصى البلادِ، ويُتهِم

جَرَتْ عندَ شقراءِ الكُمَيتِ بكفّهِ،
إلى فيه، حتى صارَ في الرِّجل أدهم

أتَذكُرُ، يا طِرْفُ، الوغى ورُكومَها،
وقد صِرْتَ من نَبلٍ، كأنّكَ شيهم

إذا أُشرِعَتْ فيكَ الأسنّةُ ردّها،
لصونك، تجفافٌ عن الطّعنِ مُبهَم

لشَهباءَ يُخفي القِرنُ فيها كَلامَه،
ويُفهِمُ، إلاّ أنّهُ ليسَ يَفهَمُ

إذا ما تَدانوا، فالضّرابُ صِفاحُهمْ؛
وإن يَتَناءَوْا، فالرّسائلُ أسهُم

لهم حِيَلٌ، في حربهمْ، ما اهتدتْ لها
جديسٌ، ولا ساستْ بها المُلكَ جُرهم












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید