المنشورات

قد آذَنَتنا بأمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ

قد آذَنَتنا بأمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ؛
وإنّما قيلَ آذانٌ لإيذانِ

شَمسٌ وبَدرٌ أنارَا في ضُحًى ودُجًى
لآدَمٍ، وهما لا ريبَ هذانِ

واللّيلُ والصّبحُ ما انجذّتْ حبالُهما،
وكلَّ حَبْلٍ على عَمْدٍ يَجُذّان

ويأكُلانِ، ولم يَستَوبلا مَقِراً
من الطّعامِ، ولا شَهداً يَلَذّان

إنّ الجديدَينِ ما ظَنّا وما عَلِما،
بل طائرانِ على جَدٍّ أحذّان

طِرْفانِ للَّهِ ما بُذّا ولا لُحِقا،
ولم يَزالا، بمِقدارٍ، يَبُذّان

هَذّا العِظاتِ علينا في سكونِهما،
كصارمينِ ذوَيْ غَربٍ يُهَذّان

وقالتِ الأرضُ: مَهلاً يا بَنِيّ، ألا
سِيّانِ فوْقيَ أجمالي وقَذّاني

غَذاكُمُ اللَّهُ منّي ثمّ عَوّضَني
ممّا لَقيتُ، فبالأجسامِ غَذّاني

وطِئْتُموني بأقدامٍ وأحذِيَةٍ،
فقَد أُدِلْتُ، فتَحتي مَن تَحذّاني

كم مرّ، في الدّهرِ، من قَيظٍ ومن شبَم
ولاحَ، في الأرض، من وردٍ وحَوذان

يا صاحبيّ اللّذينِ استَشفَيا لِضَنىً،
بمنْ تَلوذانِ، أو ممّنْ تَعوذان؟

بقراطُ، عَمري، وجالينوسُ ما سَلِما،
والحَقُّ أنّهُما في الطّبّ فَذّان











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید