المنشورات

أُنافِقُ الناسَ، إنّي قد بُليتُ بهمْ

أُنافِقُ الناسَ، إنّي قد بُليتُ بهمْ،
وكيفَ لي بخَلاصٍ منهُمُ داني؟

مَن عاشَ غَيرَ مُداجٍ مَن يعاشرُهُ،
أسَاءَ عِشرَةَ أصحابٍ وأخدان

كم صاحبٍ يتَمَنّى لو نُعيتُ لهُ،
وإن تَشَكّيتُ راعاني وفدّاني

صَحِبتُ دَهري وسوءُ الغدرِ شيمَتُه،
فإنْ غَدَرْتُ فإنّ الدّهرَ أعداني

وما أُبالي وأرْداني مُبَرّأةٌ
من العيوبِ، إذا ما الحَتفُ أرداني

متى لحِقتُ بتُربي زلّ عن جَدَثي،
مَدْحي وذَمّي من مثنى ووحُدان

هل تَزْدهي كعبةُ الحُجّاجِ، إذ فقَدتْ
حِسّاً، بكَثرَةِ زُوّارٍ وسُدّان

في الحولِ عيدانِ ما فازا بما رُزِقا،
فيُظْهِرَا البِشرَ، لمّا قيلَ عيدان

كم عبّدَ الفتَيانِ الخلَقَ عن عُرُضٍ،
بذِلّةٍ، وهُما لِلَّهِ عَبدان

أمّا الجديدانِ من ثوبي ومن جَسدي،
فيَبلَيانِ، ولا يَبلى الجديدان

بُرْدُ الشّبابِ وبُرْدُ الناسجِ ابتُذِلا،
وهَل يَدومُ على البَرْدَينِ بُرْدان؟











مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید