المنشورات

إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً

إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً،
فشَمّرْ عن الدّنيا، فأنتَ مُنافيها

وكُونَنْ لها، في كلّ أمرٍ، مخالِفاً،
فَما لكَ خَيرٌ في بنيها ولا فيها

وهيهاتَ ما تَنفَكُّ ولهانَ، مُغرَماً
بورهاءَ، لا تُعطي الصّفاءَ مُصافيها

فإنْ تَكُ هذي الدّارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ،
فدارُ مُقامي، عن قليلٍ، أُوافيها

أُرَجّي أُموراً لم يُقَدَّرْ بلوغُها،
وأخشَى خُطوباً والمُهَيمِنُ كافيها

وإنّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ،
إذا الطّيرُ هَمّتْ بالقَتيلِ عَوافيها

بغبراءَ لم تَحفِلْ بطَلٍّ ووابِلٍ؛
ونكباءَ تَسفي، بالعشيّ، سوافيها

أرى مرَضاً بالنّفسِ ليسَ بزائلٍ؛
فهَلْ رَبُّها ممّا تكابدُ شافيها؟

وفي كلّ قلبٍ غَدْرَةٌ مُستَكِنَّةٌ،
فلا تُخدَعَنْ من خُلّةٍ بتَوافيها












مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید