المنشورات

كأنّ أكوانَ أعمارٍ، نعيشُ بها

كأنّ أكوانَ أعمارٍ، نعيشُ بها،
خيلٌ يُبَدَّلُ ماضيها بتالِيها

ففذُّها يحمِلُ الأشياءَ قاطِبَةً،
كلَحمةِ العَينِ، ثمّ الوضعُ واليها

تحُطُّ عَنهُ لآتٍ بعدَهُ أبداً،
فَلا تَبيدُ ولا تُثني خواليها

هّونْ عليكَ، فَما الدّنيا بدائمةٍ،
وليسَ عاطِلُها إلاّ كَحاليها

والعَقلُ يَزعَمُ أيّاماً، تُشاهِدُها
بيضاً، حَوادثَ في داجي لَياليها

نفسي بها، ونفوسُ القومِ مُلهَجةٌ،
ونحنُ نُخْبِرُ أنّا لا نُباليها

أمَرْتَني بسلُوٍّ عن خَوادِعها،
فانظرْ هلَ أنتَ، معَ السّالينَ، ساليها

ولا ترَى الدّهرَ إلاّ من يَهيمُ بها،
طَبعاً، ولكنّهُ باللّفظِ قالِيها

والجسمُ لا شكَ أرضِيٌّ، وقد وَصَلتْ
بهِ لَطائفُ عالاها مُعاليها

فقيلَ جاءتهُ من أرضٍ على كَثَبٍ،
وقيلَ خَرّتْ إلَيهِ من مَعاليها

واللَّهُ يقدِرُ أن تُدعَى بحِكمَتِهِ،
أواخِرٌ من براياهُ، أواليها













مصادر و المراجع :

١- ديوان أبي العلاء المعري

المؤلف: أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري (363 - 449 هـ)

المصدر: الشاملة الذهبية

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید