المنشورات

كأن عيني فيض لذكراه

وقالت في رثاء أخويها:
البحر: بسيط تام
(قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ ** امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ)
(كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ ** فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ)
(تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ ** وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ)
(تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ ** لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ)
(تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا ** اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ)
(لاَ بدَّ منْ ميتةٍ في صرفهَا عبرٌ ** وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ)
(قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍ و يسودكمُ ** نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ)
(صلبُ النَّحيزةِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا ** وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ)
(يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ ** أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ)
(مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَةٍ ** لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ)
(وما عَجُولٌ على بَوٍ ّ تُطيفُ بِهِ ** لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ)
(تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ ** فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ)
(لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ ** فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ)
(يوْمًا بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني ** صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ)
(وإنّ صَخرًا لَوالِينا وسيّدُنا ** وإنّ صَخْرًا إذا نَشْتو لَنَحّارُ)
(وإنّ صَخْرًا لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا ** وإنّ صَخْرًا إذا جاعوا لَعَقّارُ)
(وإنّ صَخرًا لَتَأتَمّ الهُداةُ بِهِ ** كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ)
(جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ ** وَللحروبِ غداةََ الرَّوعِ مسعارُ)
(حَمّالُ ألوِيَةٍ هَبّاطُ أودِيَةٍ ** شَهّادُ أنْدِيَةٍ للجَيشِ جَرّارُ)
(نحار راغية ملجاء طاغية ** فكاك عانية للعظم جبار)
(فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ ** معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ)
(لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي اخاَ ثقةٍ ** كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ اخبارُ)
(فبتُّ ساهرةً للنَّجمِ ارقبهُ ** حتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ)
(لم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بساحَتِها ** لريبةٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ)
(ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ ** لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ)
(ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحمًا عندَ مَسغبهم ** وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ)
(قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ ** فقدْ اصيبَ فما للعيشِ اوطارُ)
(مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ ** كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ)
(جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ ** آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ)
(مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ ** ضَخْمُ الدّسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوَارُ)
(فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ ** جلدُ المريرةِ عندَ الجمعِ فخَّارُ)
(في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ ** في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَاحجارُ)
(طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ ** ضَخْمُ الدّسيعَةِ بالخَيراتِ أمّارُ)
(ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ ** دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ)
(ورفقةٌ حارَ حاديهمْ بمهلكةٍ ** كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَةِ القارُ)
(لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ ** وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ)














مصادر و المراجع :

١- ديوان الخنساء

المؤلف: تماضر بنت عمرو السلمية والمعروفة بـ الخنساء

(575 م - 24 هـ / 645 م)،

اعتنى به وشرحه: حمدو طمّاس

الناشر: دار المعرفة، بيروت - لبنان

الطبعة: الثانية، (1425 - 2004 م).

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید